للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وظهرت أنوار معرفة الله للمستعدّين لذلك بحسب استعدادهم، وقال أرسطو: من أراد الشروع في هذا الباب فليستحدث لنفسه طبيعة أخرى، ومراده التجرّد عن العلائق المذكورة، فليجتهد الإنسان في تحصيل ذرّة من ذلك، حتى يصير ذلك من أعظم الجواذب إليه والانصراف عما عداه، قال أرسطو: قد كنت أشرب فلا أروي إلى أن شربت من هذا البحر فرويت ريًّا لا ظمأ بعده أبدًا.

٤٤٦ - ذكر صاحب المفصل في شرح المحصّل للرازي (١): قوله (اختلف أهل العلم في حدوث الأجسام، والوجوه الممكنة فيه لا تزيد على أربعة، الخ)، قال الشارح: الوجوه الممكنة بحسب القسمة العقلية لا تزيد على أربعة أقسام؛ لأنّ الجسم: إما أن يكون محدثَ الذات والصفات معًا، أو قديمَ الذات محدثَ الصفات، أو محدثَ الذات قديمَ الصفات، والقسمُ الأول - وهو أن يكون محدثَ الذات والصفات معًا - فهو قول الجمهور من المسلمين والنصارى واليهود والمجوس، قال: وإنما قال: قول الجمهور من المسلمين والنصارى واليهود، لأن قومًا من المسلمين - كأبي نصر الفارابي، وأبي علي بن سينا، وأبي البغدادي - وشرذمة قليلة من النصارى واليهود خالفوا في ذلك.

قلت (٢): هؤلاء ليسوا مسلمين ولا كتابيين وإنما هم منافقون.

قال (٣): وأما القسم الثاني فهو أن يكون قديم الذات والصفات معًا، فهو قول أرسطاطاليس وأصحابه مثل: ثاوفرسطيس، وثامسطويس، وبرقلس، الإسكندر الأفردوسي، وفرفوريوس، ومن المتأخرين الحكماء الإسلاميين: أبي نصر الفارابي، وأبي علي بن سينا، وحكى يحيى النحوي


(١) المفصل في شرح المحصَّل (ق ٩٩/ أ - نسخة الأحمدية ١٤٠٣٣)، وهو للكاتبي القزويني.
(٢) الكلام للمصنّف ابن المحبّ.
(٣) المفصل (ق ٩٩/ أ - ب).