للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أخرجه مسلم (١)، عن أبي زرعة الرازي عن يحيى بن بُكَيْر.

٤٦٦ - قصة مكر بَلْعام للكنعانيين بالنساء (٢)، حتى قرّب امرأةً منهنّ برجل من عظماء بني إسرائيل، فأخذ بيدها حين أعجبه جمالُها حتى وقف بها على موسى فقال: إني أظنُّك ستقول هذه حرام عليك؟ قال: أجل هي حرام عليك لا تقربْها، قال: فوالله لا نطيعك في هذا، ثم دخل بها قبّته فوقع عليها، وأرسل الله الطاعون على بني إسرائيل، وكان فَنْحاص بن العَيْزار بن هارون صاحب أمر موسى، وكان رجلًا قد أُعطي بسطةً في الخلق وقوة في البطش، وكان غائبًا حين صنع الرجلُ ما صنع، فجاء الطاعونُ يجوس في بني إسرائيل، وأُخبر الحَبْرُ، فأخذ حربتَه وكانت من حديد كلّها، ثم دخل عليهما القبّةَ وهما متضاجعان، فانتظمهما بحربته، ثم خرج بهما رافعَهما إلى السماء والحربة قد أخذها بذراعه واعتمد بمرفقه إلى خاصرته وأسند الحربةَ إلى لحيته، وكان بكر العَيْزار، فجعل يقول: اللَّهم هكذا نفعل بمن يعصيك، ورُفع الطاعونُ، فحُسب من هلك من بني إسرائيل في الطاعون فيما بين أن أصاب زِمْريْ المرأةَ إلى أن قتله فَنْحاص فوجدوه قد هلك بينهم سبعون ألفًا، والمقلِّلُ يقول: عشرون ألفًا، في ساعة من النهار، فمن هنالك تعطي بنو إسرائيل ولد فَنْحاص من كل ذبيحة [الرقبةَ] (٣) والذراعَ واللحيَ، لاعتماده بالحربة على خاصرته وأخذه إيّاها بذراعه وإسناده إيّاها إلى لحيته.

٤٦٧ - قرأت في كتاب هروسيوس القس الأندلسي، عند ذكر داود نبي


(١) في الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (رقم: ٢٧٣٩).
(٢) أورد هذه القصّة الحافظ ابن كثير في تفسيره (٢/ ٣٤٦) في تفسير سورة الأعراف في قوله تعالى: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا﴾ [الأعراف: ١٧٥]، وأورده كذلك في البداية والنهاية (٢/ ٢٣٣ - ٢٣٥).
(٣) كتب المصنف سهوًا: (القبة)، والتصحيح من تفسير ابن كثير.