للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ورواه، لعِكْرِمَة بن خالد عن أبي الطُّفَيْل، وقال: "إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة".

٥٠٤ - (١) قال إسماعيل بن محمد التَّيْمي الحافظ (٢): ووجهُ الجمع بين خبر ابن مسعود وبين خبر حذيفة: أنّ التصويرَ يكون عند انقضاء ثنتين وأربعين ليلة، ونفخَ الروح يكون بين انقضاء أربعة أشهر من وقت وقوع النطفة في الرحم.

٥٠٥ - وقال شيخُنا أبو العبّاس بن تيمية (٣): أحدُ الأمرين لازم: إما أن تكون هذه الأمور عقيب الأربعين ثم تكون عقيب المئة والعشرين (٤)، ولا محذور في الكتابة مرّتين، ويكون المكتوب أوّلًا فيه كتابة الذكر والأنثى، أو يقال: إنّ ألفاظ هذا الحديث لم تُضبط حقَّ الضبط، ولهذا اختلفت رواتُه في ألفاظه، ولهذا أعرض عنه البخاري، وقد يكون أصلُ الحديث صحيحًا ويقع في بعض ألفاظه اضطرابٌ، فلا يصلح حينئذ أن يعارَض بها ما ثبت في الحديث الصحيح المتّفق عليه الذي لم تختلف ألفاظُه. وقال في حديث حُذَيْفَة (٥): فيه أنّ تصويرها يكون بعد ثنتين وأربعين ليلة، وأنّه بعد تصويرها وخلقها ولحمها وعظامها يقول الملَك: يا رب أذَكَر أم أنثى؟ ومعلوم أنّها لا تكون لحمًا وعظامًا حتى تكون مُضغةً، فهذا موافق لذاك في أنّ كتابة الملك تكون بعد ذلك؛ إلّا أن يقال: المراد تقدير اللحم والعظام.


(١) انظر أسفل هذه الصفحة بعرضها.
(٢) لعلّ ذلك في شرح صحيح مسلم له.
(٣) مجموع الفتاوى (٤/ ٢٤١).
(٤) كتب المصنف: (والعشرون)، وهو خطأ.
(٥) المصدر نفسه (٤/ ٢٤٠).