للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال شيخُنا (١): ما عارض الحديث المتّفقَ عليه: إمّا أن يكون موافقًا له على الحقيقة، وإمّا أن يكون غيرَ محفوظ، فلا تعارض، ولا ريب أن ألفاظه لم تضبط.

قال (٢): وأقربها اللفظ الذي فيه تقديم التصوير على تقدير الأجل والعمل والشقاوة والسعادة، وغاية ما يقال فيه: إنه قد يخلق في الأربعين الثانية قبل دخوله في الأربعين الثالثة، وهذا لا يخالف الحديث الصحيح، ولا نعلم أنه باطل، بل قد ذكر النساء أنّ الجنين يُخلق بعد الأربعين، وأنّ الذكر يُخلق قبل الأنثى، وهذا مُقدّم على قول الفقهاء إنّ الجنين لا يُخلق في أقلّ من أحد وثمانين يومًا، فإنّ هذا إنما بَنَوْه على أنّ التخليق إنما يكون إذا صار مُضغة، ولا يكون مُضغة إلّا بعد الثمانين، والتخليق ممكن قبل ذلك، وقد أخبر به من أخبر من النساء، ونفس العلقة يمكن تخليقُها، والله أعلم.

٥٠٦ - (٣) عن أبي هُرَيْرَة قال: كان رسول الله إذا سجد قال: "اللَّهم لك سجدتُ، ولك أسلمتُ، وبك آمنتُ، وأنت ربي، سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعَه وبصرَه، تبارك الله أحسنُ الخالقين". أخبرتنا وزيرة ابنة مَنْجا، أبنا الحسين بن المبارك، أبنا أبو زُرْعَة، أبنا مكّي، أبنا الحيري، أبنا الأَصَمّ، أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا إبراهيم بن محمد، أخبرني صَفْوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هُرَيْرَة، بهذا (٤).


(١) مجموع الفتاوى (٤/ ٢٤١ - ٢٤٢).
(٢) المصدر نفسه (٤/ ٢٤٢).
(٣) رجعنا إلى موضع تحولنا من الصفحة السابقة.
(٤) هكذا أخرجه الشافعي في مسنده (رقم: ١٣٥)، وشيخُه فيه - وهو: إبراهيم بن محمد الأسلمي - متروك كما في التقريب. والحديث صحيح له شاهد من حديث علي بن أبي طالب عد مسلم (رقم: ٧٧١) في حديث طويل.