للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

سائر الجوانب بهذا المقدار، فأمّا أن تُضيء من أحد الجوانب خمسةَ أذرع ولا تُضيء من الجوانب الأخر إلّا نصف ذراع من غير حائل ولا مانع، فهذا غيرُ معقول، فثبت أن المؤثِّرات الطبيعية، يجب أن تكون تأثيراتُها تأثيراتٍ متشابهةً، فلما رأينا أنّه تولّدت من بعض أجزاء تلك النطفة المتشابهة العظامُ، ومن أجزاء أخر منها اللحومُ، ومن أجزاء أخر منها الأعصابُ والعروقُ والرطوبات، علمنا أنّ ذلك التأثير ليس مؤثِّرًا بالطبع والإيجاب، بل بالقدرة والاختيار. نقلتُ هذا من كلام أبي عبد الله الرازي.

٥١٠ - قال أبو سهل المسيحي في الكتاب الثالث من المائة (١): العظامُ مائتان وستٌّ وأربعون عظمًا.

٥١١ - قال أبو القاسم الحسين بن محمد الراغب في كتاب تفصيل النشأتين (٢): فقد ذكر بعضُ العلماء في بدن الإنسان أربعةُ آلاف حكمة، وفي نفسه قريبًا من ذلك. وقال (٣): قالوا: فالإنسانُ هو الحيوانُ الناطق، ولم يعنوا بالنطق اللفظَ المعبَّرَ عنه فقط، بل عنوا به المعانيَ المختصّةَ بالإنسان فعبَّروا عن كلّ ذلك بالنطق، فقد يُعَبَّرُ عن جملة الشيء بأخصِّ ما فيه أو بأشرفه.

للأطبّاء خمسةُ أقاويل في الشيء الذي يكونُ منه الجنين والذي له التأثيرُ في كونه:


(١) المائة في الصناعة الطبية (ق ٨/ أ - نسخة مجلس شوراي ٦١٢٢٨). وهو: أبو سهل عيسى بن يحيى المسيحي الجرجاني، من الحكماء، توفي سنة ٤٠١ هـ، له ترجمة في الأعلام (٥/ ١١٠).
(٢) تفصيل النشأتين وتحصيل السعادتين (ص ٢٩).
(٣) المصدر نفسه (ص ٣٥).