للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٧٩٠ - (١) قال أبو بكر محمد بن الطيّب ابن الباقِلّاني في كتاب جوابات أهل طبرستان: "وسأل الأشعريُّ نفسَه في كتاب زيادات نوادر الكلام ودقائقه عن ما يُكَفَّرُ به المتأوِّلون من الضلالات وما لا يُكَفَّرون به بل يُفِسَّقون ويُضَلَّلون، فقال: إنْ سأل سائلٌ فقال: ما قولُكم فيمن قال إنّ القرآن مخلوقٌ، هل يصحُّ مع قوله هذا أنّه يعرفُ اللهَ أم لا؟ ثم قال: قيل له: لا يعرفُ اللهَ سبحانه من قال بخلْق كلامه؛ بل هو كافرٌ مُنسلخٌ من الإيمان، ثم قال: فإنْ قيل: وما الدليلُ على ذلك؟ قيل له: الدليلُ عليه أنّه إذا اعتقد في الله أنّ كلامَه مُحدَثٌ مخلوقٌ لزمه أن يكون قبل خلقه وإحداثه غيرَ قائلٍ ولا متكلِّمٍ، ولزمه بقوله هذا أن يكون - تعالى عن قوله - أخرسَ أو ساكتًا ومأووفًا بآفةٍ تمنعُه من كونه متكلِّمًا؛ لأنّ الحيَّ إذا لم يكن متكلِّمًا فلا بدّ من أنْ يكون مأووفًا بآفةٍ تمنعُه من الكلام إمّا خرسٌ أو سكوتٌ، وقد أجمعت الأمّةُ على إكفار من ارتكب القولَ بأنّه أخرسُ أو ساكتٌ أو مأووفٌ؛ ولا فرق بين أن يصرِّح القائلُ بخلق القرآن بذلك، وبين أن يقولَ قولًا يلزمُه عليه ما لو قاله وصار إليه لكفر، قال: فوجب لذلك أن يكون القائلون بخلق القرآن وحدثه كفّارًا منسلخين من الإيمان بالله غيرَ عارفين به [ ...... ] (٢).

وقال في موضع آخر: وقد عظّم أيضًا كفرَ المعتزلة في القول بخلق القرآن؛ لأنّ البصريّين منهم والبغداديّين مُجمِعون على أنّ من قال إنّ القرآن غيرُ مخلوق فإنّه كافرٌ يحلُّ دمُه ومالُه، وإنّ كل [ ...... ] (٢) القول بنفي خلق القرآن فإنّها دارُ كفرٍ يعرض أهلها بالسيف إذا غلب عليها أهلُ الجبر


(١) كتب المصنف في الأصل محيلًا إلى هذا النقل: (يتلوه ما على ظهر الجزء)، والمراد ما كتبه أسفل الصفحة (٨٦ أ).
(٢) حصل في هذه المواضع تمزّقٌ في طرف الصفحة ذهب معه شيء من النصّ.