والتشبيه ومن قال إنّ القرآن قديمٌ غيرُ مخلوق؛ فإنّهم زعموا نلزمه بنفي القول بعدمه مع العدوان يكون إلهًا ربًّا كالباري جلّ ثناؤه، قالوا: وهذا شركٌ ممّن صار إليه؛ حتى قال ابنُ الجُبّائي في جواب مسائل أبي سعيد الأشروسني ما هذا حكايةُ لفظه: وسألتَ رحمك الله عن رجلٍ ركبَ في سفينةٍ فيها خلقٌ من الناس، فقال قائل منهم: لعن اللهُ من يقولُ إنّ القرآن مخلوقٌ، وسكت على قوله هذا الباقون فلم يُنكِروه، هلى ترى أنّ هذه السفينة دارُ كفرٍ أو دارُ إيمان؟ قال: والجوابُ رحمك الله أنّ هذه السفينة دارُ كفرٍ يُعترضُ أهلُها بالسيف إذا عُلم رضاهم بلعن أهل الحدل والتوحيد؛ وذكر مثل ذلك في كتاب نقض الأبواب على عبّاد وغيره من الكتب، [ ..... ](١) على إكفار جماعة الأمّة وأهل السنّة وأصحاب الحديث في نفيهم خلقَ القرآن، قال: فيجبُ تعاظمُ كفرهم في القول بخلقه لتديُّنهم بإكفار من لم يقلْ بخلقه.
قال ابنُ الباقِلّاني: واعلموا رحمكم الله أنّ دين الأشعري ﵀ وجماعة أصحابه وأهل الحديث في إكفار من قال بخلق القرآن.