للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

غالب التمّار، قال: قرأتُ على جعفر بن إدريس القزويني بمكة، قال: سمعتُ إبراهيم الحربي ببغداد يقول: سأل رجلٌ أبا عبد الله أحمد بن حنبل فقال له: إن عندنا قومًا يزعمون أن ألفاظهم بالقرآن مخلوقةً، فما تقول؟ فقال أبو عبد الله: يتوجّه القرآنُ من العبد إلى الله بخمسة أشياء، والخمسةُ الأشياء غير مخلوقة: حفظٌ بالقلب، وتلاوةٌ بلسان، ونظرٌ ببصر، وخطٌّ بيد، وسمعٌ بأذن، فالقلبُ مخلوقٌ والمحفوظُ غيرُ مخلوق، والبصرُ مخلوقٌ والمنظورُ إليه غيرُ مخلوق، واللسانُ مخلوقٌ والمتلوُّ به غيرُ مخلوق، والسمعُ مخلوقٌ والمسموعُ به غيرُ مخلوق، واليدُ مخلوقةٌ والمخطوطُ بها غيرُ مخلوق قال إبراهيم الحربي: فأنا جالس في مجلسي ذلك، إذْ جاء رجلٌ معه امرأةٌ فقال: يا أبا عبد الله هذه زوجتي حلفتُ بطلاقها أني لا أكلّمُ إنسانًا سنةً، فأنا في بعضها إذ سمعتُه يقرأُ، فلحنَ فرددتُ عليه، فقال أبو عبد الله: "تكلّمتَ بكلامِ الخالق ليس للمخلوق فيه شيء، ليس عليك شيء" (١).

٩٦٥ - (٢) قال القاضي أبو أحمد العسّال: حدثنا عبد الله بن محمد بن الصبّاح، ثنا هاشم بن الوليد، ثنا حمّاد بن واقد، عن محمد بن ذكوان، عن عَمْرو بن دينار، عن ابن عُمَر، عن النبي قال:

"إن الله خلق السمواتِ سبعًا، فاختار العليا منها فسكنها، وأسكن سائرَ سمواته من شاء من خلقه" (٣).

تفرّد به ابنُ ذكوان، ورواه عنه غيرُ واحد.


(١) الخبر بنحوه في رسالة في أن القرآن غير مخلوق (رقم: ١) لإبراهيم الحربي.
(٢) رجعنا إلى موضع الانتقال من الصفحة (١٠٥ ب).
(٣) في إسناده: حماد بن واقد، قال في التقريب: "ضعيف". وأخرجه الحاكم (٤/ ٧٣) مطوَّلًا، والطبراني في الأوسط (رقم: ٦١٨٢)، وأبو نعيم في دلائل النبوة (١/ ٥٨ - ٥٩)، لحماد بن واقد عن محمد بن ذكوان.