للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

له سجدًا، ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر يريدون أن يسجدوا فلم تلين (١) ظهورُهم، ويرفعون رؤوسهم ونورُهم بين أيديهم وبأيمانهم، فمنهم من يكون نورُه مثل الجبل بين يديه، ثم يكون دون ذلك، على قدر أعمالهم، فيمشون وهو بين أيديهم يتبعونه، فيقول أهلُ النفاق: ﴿انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ﴾، ومضى النور بين أيديهم، وبقي أثره مثلُ حدّ السيف دحضَ مزلّة، ﴿قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (١٣)[الحديد] إلى آخر الآية، فيكون أسرُعهم خروجًا أفضلَهم عملًا، الزمرة الأولى مثل البرق وطرف العين، ثم الزمرة التي تليها مثل الريح ومثل الطير، ثم مثل جري الفرس، ثم سعيًا، ثم رملًا، ثم مشيًا، حتى يكون آخرهم خروجًا من يجثو على ركبتيه وقدميه وكفّيه ومرفقيه ووجهه، ويجرّ إحدى رجليه ويعلِّق الأخرى، تصيب النارُ من شعره وجلده حتى يرى أنه لن يخرج، حتى إذا خرج ونظر إليها قال: تبارك الله الذي أنجاني منكِ، ما أُعْطِيَ أحد من الأولين والآخرين ما أعطاني ربي، أنجاني منك بعد ما رأيتُ منكِ ما رأيت، ثم ينطلق إلى غدير بين يدي باب الجنة، فيغتسل منه ويشرب، فيعود عليه مثل ألوان الجنة وريحهم، ثم ينطلق إليها وقد سبقه الناس، فينظر إلى أدنى منزل منها على بابها ما لم يخطر على باله أن يرى مثله، ولم يره أحدٌ من أهل الدنيا، فتَتُوق نفسه إليه فيقول: رب أنزلني هذا المنزل، فيقول: تسألني منزلًا من الجنة وقد أنجيتك مما رأيت؟ يقول: إنما أريد أن تجعل بيني وبين النار هذا الباب فلا أراها ولا أسمع حسيسها، يقول: لعلك إن أعطيتك هذا تسألني غيرَه؟ يقول: لا وعزّتك لا أبغي غيره، ولا آخذ أفضل منه، يقول:


(١) كذا بخط المصنف.