منزله، فإذا قصرٌ من لولؤة جوفاء منها مصاريعها وسقوفها وأعْلاقُها ومفاتيحها، فإذا فتحه -ولم يفتحه قبل ذلك غيرُه- استقبله خيمةٌ من جوهرة خضراء طولها سبعون ذراعًا، لها سبعون بابًا، على كل باب منها يفضي إلى جوهرة على مثل طولها، لها سبعون بابًا ليست منها خيمة على لون صاحبتها، في كل خيمة أزواج ومناصف وأسرّة، فإذا دخلها وجد فيها حوراء عيناء عليها سبعون حلّة ليست منها حُلّة على لون صاحبتها، يرى مخَّ ساقها من وراء ثيابها، لا يعرض عنها إعراضَةً إلا ازدادت في عينه سبعين ضعفًا وازداد في عينها حُسْنَ سبعين ضعفًا، فيكون كبدها مرآته وكبده مرآتها، فإذا أشرف على ظهر القصر أشرف على مُلْكِ مائة سنة ينفذه بصره، إذا سار فيه سار في مُلك مائة سنة، لا ينتهي إلى شيء منه إلا نظر فيه أجمع، فهذا أدنى أهل الجنة منزلًا، فكيف بأفضلهم" (١).
* * *
(١) الرواية من العظمة للعسال، فيما يبدو. وأخرجه بطوله الدارقطني في الرؤية (رقم: ١٦٠)، رواه عن ابن صاعد عن أبي يحيي المقرئ.