إن الحمد للَّه وحده، نستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ باللَّه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده اللَّه فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه وأتباعه اكمل الصلاة وأتم التسليم. وبعد.
فإنه لما كانت السنة النبوية المطهرة هى المصدر الثانى من مصادر التشريع الإسلامى، وذلك في كل ما أثر عنه -صلى اللَّه عليه وسلم- من قول، أو فعل، أو تقرير، أو صفة خلقية، أو خلقية، فقد هيأ اللَّه عز وجل لها من يحفظها ويعتنى بها لتبقى موردا نقيا، ودليلًا واضحًا وبرهانًا ساطعًا على خلود هذا الدين وصلاحيته في جميع الأقطار والأعصار إلى أن يرث اللَّه الأرض ومن عليها.
نعم لقد كانت عناية السلف والخلف رضوان اللَّه عليهم بحفظ الأحاديث النبوية الشريفة عناية عظيمة فقد حرصوا على حفظ متون الأحاديث ومعرفتها وفهمها ومعرفة فقهها وأحكامها، وناسخها، ومنسوخها، وأسباب ورودها وتواريخها وعللها ومرفوعها وموقوفها، وضبطها وتقييدها، وصحيحها وضعيفها. إلى آخر ما يتعلق بها.
ولم تكن عناية حماة السنة وخدامها على مر العصور وبالأخص ما بعد جيل الصحابة وكبار التابعين قاصرة على معرفة متون الأحاديث وما يتعلق بها، بل لم