وقال السخاوى:"فهو فن مهم ومطلوب وفائدة ضبطه الأمن من ظن تعدد الراوى الواحد المكنى في موضع والمسمى في آخر"(١).
ونظرًا لأهمية هذا الفن وظرافته، وقلة الكتب المطبوعة المتداولة بين أيدى الدراسين والباحثين فيه فإننى وجدت رغبة في المساهمة في هذا العلم ورغبت أن يكون موضوع رسالتى لهذه المرحلة مرحلة الدكتوراه هو أحد تلك الكتب القديمة النفيسة وذلك مساهمة منى أيضًا في إحياء هذا التراث القديم والكنز الثمين الذى خلفه لنا الأجداد الأقدمون رحمهم اللَّه تعالى.
وبعد بحث طويل عن كتاب مناسب لهذه الغاية، ذكر لى فضيلة الشيخ الدكتور شاكر فياض حفظه اللَّه هذا الكتاب "كتاب الكنى لابن عبد البر" وأطلعنى على صورة مكبرة منه كانت في مكتبته، وشجعنى على تحقيقه جزاه اللَّه عنى خير الجزاء، وبعد أن اطلعت على هذا الكتاب وتصفحت أوراقه وتعرفت على طبيعة مادته أقدمت على اختياره لرسالة الدكتوراه على الرغم من كبر حجمه وصعوبة قراءة بعض ألفاظه في كثير من أوراقه وذلك لعامل الرطوبة التى أثرت فيه مع طول الزمن، فاستعنت اللَّه ومضيت في العمل فيه، وأسأل اللَّه أن يجعل هذا العمل مما يرضيه ومما يقربنى إليه وهو حسبى ونعم الوكيل.
[المبحث الثانى: معنى الكنى]
قال ابن منظور في لسان العرب (١٥/ ٢٣٣) مادة "كنى" الكنية على ثلاثة أوجه؛ أحدهما أن يكنى عن الشئ الذى يستفحش ذكره، والثانى: أن يكنى الرجل باسم توقيرًا وتعظيمًا، والثالث: أن تقوم الكنية مقام الاسم فيعرف صاحبها بها كما يعرف باسمه.