علماء الأندلس"، روى بقرطبة عن أكابر علمائها، ورحل إلى المشرق سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة (٣٨٢) وأخذ عن بعض علماء مكة، ومصر، والقيروان، ثم رجع إلى قرطبة وقد جمع علما كثيرًا في فنون العلم، فصنف كتاب "تاريخ علماء الأندلس" وجمع كتابا حافلا في "أخبار أشعار الأندلس" وكتابا حسنا في "المؤتلف والمختلف" وكتابا في "مشتبهه النسبة" حدث عنه ابن عبد البر وقال: كان فقيها عالما في جميع فنون العلم في الحديث، وعلم الرجال وله تآليف حسان، وكان صاحبى، ونظيرى أخذت معه عن أكثر شيوخه وأدرك من الشيوخ ما لم أدركه أنا، كان بينى وبينه في السنن نحو من خمس عشرة سنة (١٥)، صحبته قديما وحديثا وكان حسن الصحبة والمعاشرة، حسن اللقاء، قتلته البربر سنة الفتنة، وبقى في داره ثلاثة أيام مقتولًا وحضرت جنازته عفا اللَّه عنه. أهـ. كانت وفاة ابن الفرضى يوم الاثنين لست خلون من شوال سنة ثلاث واربعمائة (٤٠٣) وقرأ عليه ابن عبد البر "مسند مالك" (١).
١٢ - أحمد بن عبد الملك بن هاشم الاشبيلى، المعروف بابن المكوى، يكنى أبا عمر، كبير المفتين بقرطبة، كان حافظا للفقه، مقدما فيه على جميع أهل عصره، عارفا بالفتوى على مذهب مالك وأصحابه، وكان بصيرا بأقوالهم، واتفاقهم، واختلافهم من أهل المتانة في دينه والصلابة في رأيه، دعى إلى القضاء بقرطبة مرتين فأبى من ذلك واعتذر، واستعفى عنه، ولم يجب إليه البتة، جمع كتاب "الاستيعاب" في رأى مالك من مائة جزء، روى عنه ابن عبد البر، وكان مولده سنة أربع وعشرين وثلاثمائة (٣٢٤) ومات فجأة