وأن "الاستغناء" هذا هو الاسم الأعم الشامل للكتب الثلاثة وليس كتابا رابعا زائدا عليها ويؤيد هذا ما يلى: -
أولا: ان في قول الحافظ ابن الصلاح المتقدم ذكره "ولابن عبد البر في أنواع منه كتب لطيفة رائقة" وما كان من تعليق الحافظ البلقينى والحافظ السخاوى على هذا القول مع ذكرهما بأن هذه الأنواع اللطيفة إنما تقع في مجلد كبير ضخم يقال له: "الاستغناء في معرفة الكنى" ما يدل على أن المراد بهذه الأنواع اللطيفة إنما هى هذه الكتب الثلاثة التى بين أيدينا والتى تقع في مجلد ضخم وهى تسمى بمجموعها "الاستغناء في معرفة الكنى". واللَّه أعلم.
ثانيا: أن وجود مختصر كتاب الاستغناء الذى ألفه أبو عبد اللَّه محمد بن أبى الفتح بن أبى الفضل البعلى الحنبلى، مع ذكره اسم الكتاب الأصل "الاستغناء في أسماء المعروفين بالكنى" مع وجود المادة المختصرة من الأصل كل هذا يجعلنا نجزم بأن الاستغناء إنما هو اسم لهذه الكتب الثلاثة الموجودة بين ايدينا للحافظ ابن عبد البر.
ثالثا: سبق القول أيضًا بأن الحافظ ابن حجر ذكر هذا الكتاب للحافظ ابن عبد البر وسماه مرة "الاستغناء في الكنى"، وحماه غير مرة "الكنى" ونسبه في كل ذلك للحافظ ابن عبد البر، واقتبس منه نصوصا كثيرة ذكرها بحرفيتها من الكتابين "الثانى والثالث".
كل هذا يثبت بأن هذا الكتاب الذى بين أيدينا إنما يسمى "الاستغناء في معرفة الكنى" وإن لم يكن هذا الاسم مكتوبا على هذه النسخة الموجودة بين أيدينا بصفة مباشرة. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.