كتاب الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى

حرف الزاى - باب كنى شتى - ج: 1 - ص: 648

بشئ ولم كان يأتيه؟ ! وأما قول شعبه: تأخذ عن أبى الزبير وهو لا يحسن يصلى (١) فهذا تحامل لا يسلم صاحبه من الغيبة وقد حدث عنه شعبة بعد أن أخذ عنه. وأما قول ابن جريج: "ما كنت أظن أن أعيش حتى أرى حديث أبى الزبير يروى" (٢) فهذا لم يشهد عليه بشئ يسقط حديثه. وقد حدث عنه جماعة من الائمة. وقد قيل: انهم إنما احتقروه لفقره. وقد كان عطاء بن أبى رباح يشهد له بالحفظ (٣) وذكروا أنهم كانوا يقدمونه إلى جابر يحفظ لهم الحديث (٤) وقد اثنى عليه عطاء وسليمان بن موسى (٥). وأما قول الشافعى: "أبو الزبير يحتاج إلى دعامة" (٦) فانه ذهب. في تضعيفه مذهب شيخه ابن عيينة بلا حجة. وأما قول أيوب: "نا أبو الزبير وأبو الزبير أبو الزبير" (٧) فقد اختلفوا فيه. فقالوا: أراد بذلك ضغفه. وقالوا:

---

(١) الجرح (٤/ ٧٥)، سير أعلام النبلاء (٥/ ٣٨٣) قاله شعبة لسويد بن عبد العزيز.
(٢) الجرح (٤/ ١/ ٧٥).
(٣) يذكر الذهبى تذكرة الحفاظ (١/ ١٢٦) "قال عطاء بن أبى رباح: كنا نكون عند جابر فيحدثنا فإذا خرجنا تذاكرنا فكان أبو الزبير احفظنا للحديث. اهـ.
(٤) يذكر أحمد في العلل ومعرفة الرجال (١/ ٧) والذهبى في سير أعلام النبلاء (٥/ ٣٨١) وابن حجر في التهذيب (٩/ ٤٤١) قال ابن عيينة عن أبى الزبير كان عطاء يقدمنى إلى جابر احفظ لهم الحديث. اهـ.
(٥) هو الأموى الدمشقى، الاشدق، صدوق فقيه، في حديثه بعض لين وخلط قبل موته بقليل، من الخامسة. التقريب (١/ ٣٣١).
(٦) يذكر ابن أبى حاتم: الجرح (٤/ ١/ ٧٦)، قال: (سمعت يونس بن عبد الاعلى قال: سمعت الشافعى يقول: "أبو الزبير يحتاج إلى دعامة وانظر سير أعلام النبلاء (٥/ ٣٨٣).
(٧) في العلل ومعرفة الرجال (١/ ١٩٤). قال عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل قال أبى: وكان أيوب يقول: حدثنا أبو الزبير وأبو الزبير وأبو الزبير، قلت لأبى: كأنه يضعفه؟ قال: نعم.