للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالحقيقة الزمانية لا لترك (١) الترتيب (٢) بالأداة (٣) اللفظية، فحمل كلامه عليه السلام على هذا أولى من حمله (٤) على ذلك؛ لأن حمله على ما قلنا مجمع عليه، وما ذكروه مختلف فيه، فإضافة كلام الشارع إلى المتفق عليه أولى من حمله على المختلف فيه؛ لأن الترتيب الزماني متفق عليه، والترتيب اللفظي مختلف فيه (٥).

قال المؤلف في الشرح: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما" (٦) فقد جمع بينهما في الضمير كما جمع الخطيب بينهما، فما الفرق بين الكلامين؟

أجيب عنه: بأن كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جملة واحدة، وإيقاع الظاهر موقع


(١) في ط: "ترك".
(٢) في ز: "الرتبة".
(٣) في ط: "بالأدوات".
(٤) في ط: "عمله".
(٥) انظر هذا الجواب في شرح التنقيح للمسطاسي ص ٤١.
(٦) خلط المؤلف تبعًا للقرافي بين حديثين صحيحين وهما:
الحديث الأول: أخرجه البخاري عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين".
انظر: البخاري كتاب الإيمان، باب حب الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الإيمان (١/ ١٢).
وأخرجه أيضًا ابن ماجه عن قتادة عن أنس بهذا اللفظ إلا أنه قدّم ولده على والده.
انظر: سنن ابن ماجه، المقدمة حديث رقم (٦٧) ١/ ٢٦.
الحديث الثاني: أخرجه البخاري عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار".
انظر: صحيح البخاري كتاب الإيمان، باب حلاوة الإيمان (١/ ١٢).
وأخرجه أيضًا ابن ماجه عن أنس بلفظ نحو هذا في كتاب الفتن، باب الصبر على البلاء، رقم الحديث العام (٤٠٣٣)، (٢/ ١٣٣٨ - ١٣٣٩).