للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المضمر (١) في الجملة الواحدة: قبيح، وكلام الخطيب جملتان: إحداهما: مدح، والأخرى: ذم، وإيقاع الظاهر موقع المضمر (٢) في الجملة حسن (٣) (٤).

الوجه الرابع: من الأوجه الدالة على أن الواو تقتضي الترتيب: قول الرجل لزوجته التي لم يدخل بها: أنت طالق، وطالق، وطالق (٥)، يلزمه (٦): طلقة واحدة، وما (٧) ذلك إلا لأجل أن الواو تقتضي الترتيب، فلو كانت الواو للجمع المطلق لطلقت ثلاثًا كما في قولك: أنت طالق ثلاثًا.

أجيب عن هذا: بأن البينونة إنما وقعت بالطلقة الواحدة؛ لأجل الترتيب الزماني أي: بالحقيقة الزمانية لا بالأداة (٨) اللفظية - كما تقدم -؛ لأن النطق بالأولى متقدم (٩) على النطق بالثانية، فتبِينُ بالأولى ولم تصادف الثانية


(١) في ط: "الضمير".
(٢) في ط: "الضمير".
(٣) في ط: "حصر".
(٤) هذا هو الوجه الثاني، والوجه الأول كما ذكره القرافي في شرح التنقيح (ص ١٠٠) ونسبه للشيخ عز الدين بن عبد السلام هو: أن منصب الخطيب حقير قابل للزلل، فإذا نطق بهذه العبارة قد يتوهم فيه لنقصه أنه إنما جمع بينهما في الضمير؛ لأنه أهمل الفصل بينهما في الضمير، فلذلك امتنع لما فيه من إيهام التسوية، ومنصب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غاية الجلالة والبُعد عن الوهم والتوهم، فلا يقع بسبب جمعه عليه الصلاة والسلام إيهام التسوية.
(٥) "وطالق" ساقطة من ط.
(٦) في ط وز: "تلزمه".
(٧) في ط: "وأما".
(٨) في ط: "لا بالأداة".
(٩) في ط: "مقدم".