للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حرف شرط حقيقة.

ومن نظر إلى كونها تدخل على الماضي قال: ليست من حروف الشرط حقيقة، وإطلاق (١) الشرط عليها (٢) محازًا؛ لأن حرف الشرط لا يدخل إلا على المستقبل، وإن دخل على الماضي فإنه (٣) يؤول بالمستقبل.

ولهذا قال ابن السراج (٤) في قوله تعالى: {إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ} (٥) تقديره: إن شئت (٦) في المستقبل (٧) أي قلته (٨) في الماضي.

[قوله:"لو" مثل هذه الكلمات في الشرط)] (٩) يعني: أن هذا الحرف الذي هو "لو" مثل الأدوات (١٠) المتقدمة في إفادة الشرط، أي: في


(١) في ز وط: "فإطلاق".
(٢) في ز: "يتعلقها".
(٣) "فإنه" ساقطة من ز.
(٤) هو محمد بن السري البغدادي النحوي أبو بكر بن السراج، أخطأ في مسألة نحوية فوبخه الزجاج فرجع إلى كتاب سيبويه، ونظر في دقائق مسائله، وعول على مسائل الأخفش والكوفيين، وخالف أصول البصريين في مسائل كثيرة، أخذ عنه: أبو القاسم الزجاجي، والسيرافي، والفارسي، والرماني، توفي شابًا سنة ست عشرة وثلاثماثة (٣١٦ هـ)، من مصنفاته: "الأصول" في النحو، "الجمل"، "شرح كتاب سيبويه"، "الشعر والشعراء".
انظر: بغية الوعاة ١/ ١٠٩ - ١١٠، مفتاح السعادة ١/ ١٧.
(٥) آية رقم ١١٦ سورة المائدة.
(٦) في ز: "يثبت".
(٧) في ط: "في إنه مستقبل".
(٨) في ز: "قلت" وفي ط: "قتلته" وهو تصحيف.
(٩) المثبت بين المعقوفتين من ط، ولم يرد في الأصل وز.
(١٠) في ط: "الأذوات".