للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإن دخلت على الاسم فيقدر الفعل بعدها، يفسره الفعل الذي بعد الاسم، كقوله تعالى: {قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ (١)} (٢) تقديره: لو تملكون (٣) خزائن رحمة ربي، فلما حذف الفعل انفصل الضمير (٤) فصار أنتم، فقوله تعالى: {أَنتُمْ} فاعل بذلك الفعل المضمر (٥).

ومنه قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأبي عبيدة (٦): لو غيرك قالها يا أبا عبيدة [نعم، نفرُّ من قدر الله إلى قدر الله (٧)] (٨).


(١) قوله تعالى: {خَشْيَةَ الإِنفَاقِ} لم ترد في ز وط.
(٢) آية ١٠٠ سورة الإسراء.
(٣) في ط: "تملكوا أنتم".
(٤) في ط: "المضمر".
(٥) في ز: "الضمير".
(٦) هو الصحابي الجليل أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح القرشي القهري، اشتهر بكنيته، كان إسلامه هو وعثمان بن مظعون، وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، وعبد الرحمن بن عوف في ساعة واحدة، وهو أحد العشرة السابقين إلى الإِسلام، هاجر الهجرتين، وشهد بدرًا وما بعدها من مشاهد، وقال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح"، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو أحد الأمراء المسيرين للشام، والذين فتحوا دمشق، ولما ولي عمر بن الخطاب الخلافة عزل خالد بن الوليد، واستعمل أبا عبيدة، فقال خالد: ولي عليكم أمين هذه الأمة، توفي رحمه الله في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة (١٨ هـ) وكان ذاهبًا للصلاة في بيت المقدس.
انظر: الإصابة ٣/ ٥٨٦ - ٥٩٠، وقم الترجمة (٤٤٠٣)، الاستيعاب ٤/ ١٧١٠ - ١٧١٢، أسد الغابة ٣/ ٨٤.
(٧) وذلك عندما قال أبو عبيدة: أنفرُّ من قدر الله؟ انظر: الإصابة ٣/ ٥٨٧.
(٨) المثبت بين المعقوفتين من ز وط، ولم يرد في الأصل.