للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا (١) يعطف بـ "لكن" إلا في النفي، والنهي، ولا يعطف بها في الأمر والإيجاب (٢)، فإن "لا" تختص بالإيجاب، و"لكن" تختص بالجحد.

وأما المخففة من الثقيلة، وهي: حرف ابتداء (٣)، فتدخل في جميع أنواع الكلام إلا في الاستفهام (٤)، وإنما لا تدخل في الاستفهام؛ لأن الاستدراك الذي هو معناها مخالف للاستفهام، فتدخل في الإيجاب، والنفي، والأمر، والنهي.

مثالها في الإيجاب: قام زيد لكن عمرو لم يقم.

ومثالها في النفي: ما قام زيد لكن عمرو قام.

ومثالها في الأمر: اضرب زيدًا لكن عمرًا لا تضربه.

ومثالها في النهي: لا تضرب زيدًا لكن عمرًا اضربه.

قال الله تعالى (٥): {مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ} (٦).


(١) في ز وط: "فلا".
(٢) هذا مذهب البصريين، وأجاز الكوفيون أن يعطف بها في الإيجاب نحو: أتاني زيد لكن عمرو.
انظر: الجنى الداني ص ٥٩١.
(٣) نسب المرادي هذا القول لأكثر المغاربة، وزعم ابن الربيع أنها عند عدم اقترانها بالواو تكون عاطفة جملة على جملة وأنه ظاهر كلام سيبويه.
انظر: الجنى الداني ص ٥٩١، مغني اللبيب ١/ ٢٩٢.
(٤) انظر: الجنى الداني ص ٥٩١.
(٥) في ط: "قال تعالى".
(٦) آية ١١١ سورة يوسف.