للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال تعالى: {مَا كَان مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ} (١).

فإن "لكن" في هاتين الآيتين مخففة من الثقيلة وليست بعاطفة لدخول الواو عليها؛ إذ لا يدخل حرف عطف على حرف، عطف، فهي داخلة على جملة تقديره: ولكن كان تصديق الذي بين يديه، ولكن كان رسول الله في الآية الأخرى.

واعلم أنه يجب "لكن" العاطفة أن يكون ما قبلها مخالفًا لما بعدها في اللفظ (٢) والمعنى، كقولك: ما قام زيد لكن عمرو، أو لا تضرب زيدًا لكن عمرًا.

ويجب في "لكن" المخففة أيضًا أن يكون ما قبلها مخالفًا لما بعدها في اللفظ والمعنى، أو مخالفًا له في المعنى دون اللفظ.

ومثال المخالفة (٣) بينهما (٤) في اللفظ والمعنى (٥): ما قام زيد لكن عمرو قائم.

وقولك: قام زيد لكن عمرو لم يقم.

وقولك: اضرب زيدًا لكن عمرًا لا تضربه.

وقولك: لا تضرب زيدًا لكن عمرًا اضربه.


(١) آية ٤٠ سورة الأحزاب.
(٢) "اللفظ" لم ترد في ز.
(٣) في ز: "المخالف".
(٤) في ز: "لما بعده".
(٥) "والمعنى" ساقطة من ز.