للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لأنهم قالوا (١): كلام الله حادث، تعالى الله عن قولهم [علوًا كبيرًا] (٢).

وأما أهل السنة والحق: فكلام الله عندهم قديم؛ لأنه صفة من صفات ذاته جل وعلا (٣).

والدليل على جواز تقدم (٤) الأمر على المأمور: أنا مأمورون بأوامر النبي عليه السلام ونحن (٥) في زمانه [عليه السلام ونحن (٦)] (٧) في طي العدم.

وإنما قال المؤلف: (خلافًا لسائر الفرق)؛ لأنه لم يقل بالكلام النفساني إلا نحن أهل السنة، ولذلك يتصور على مذهبنا تعلقه في الأزل، وأما طوائف المعتزلة القائلين بالكلام اللساني فلا يتصور ذلك على مذهبهم.


(١) في ط وز: "يقولون".
(٢) المثبت بين المعقوفتين من ط، ولم يرد في الأصل وز.
(٣) هذا هو مذهب الأشاعرة، ويعنون بالقديم: قديم العين، أي أن الكلام لا يتجدد وأنه سبحانه تكلم ثم سكت، وأنه سبحانه لا يتكلم متى شاء.
أما مذهب أهل السنة والجماعة فلا يصفون كلام الله بأنه قديم؛ لأن هذا اللفظ لم يستعمله السلف، لكنه لفط فيه إجمال، فأجازوا استعماله إن عني به أن أنواعه قديمة لا أول له، وهو سبحانه لا يزال متكلمًا متى شاء، فمن عنى بالقديم هذا المعنى وأن الكلام بدأ من الله وأنه غير مخلوق، فهذا المعنى صحيح.
انظر تفصيل الكلام في هذه المسألة في: الفتاوى لشيخ الإسلام ٦/ ١٦١، ٢٣٤، المسائل المشتركة بين أصول الفقه وأصول الدين لمحمد العروسي ص ٢١٧ - ٢٢٤.
(٤) في ز: "تقديم".
(٥) في ط: "ونحو".
(٦) "ونحن" ساقطة من ط.
(٧) ما بين المعقوفتين ساقط من ز.