للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ينتزع (١) ولده من زوجته، فدعته زوجته إلى زياد بن أبي سفيان (٢) والي (٣) البصرة، فقالت له: يا أمير المؤمنين بطني له وعاء، و (٤) ثديي له سقاء، أكلؤه إذا نام، وأحفظه إذا قام، صبرت على ذلك سبعة أعوام، فلما كمل فصاله، وتم فعاله، أرجو نفعه، وأطلب دفعه، أراد نزعه مني، فقال أبو الأسود: يا أمير المؤمنين (٥) حملته قبلها (٦)، ووضعته مثلها، فقالت: يا أمير المؤمنين، حمله خفيفًا (٧)، ووضعه بشهوة (٨)، وحملته ثقيلاً ووضعته بمشقة، فقال أمير


= ص ٢٢٤، شذرات الذهب ١/ ٧٦.
(١) في ط: "ينزع".
(٢) في ز: "إلى أبي سفيان" بحذف زياد، وفي ط: "زياد بن أبي سفيان".
اختلف في نسبه، فقيل: زياد بن أبيه، وقيل: زياد بن سمية منسوبًا لأمه.
وقيل: زياد بن عبيد الثقفي منسوبًا لزوج أمه سمية.
وقيل: زياد بن أبي سفيان، ولما كان عام ٤٤ هـ استلحقه معاوية بأنه أخوه، وكان من نبلاء الرجال رأيًا وعقلاً وحزمًا ودهاءً وفطنة، وكان كاتبًا، خطيبًا بليغًا، وطّد زياد الملك لمعاوية، وأخذ بالظنة، وعاقب بالشبهة فخافه الناس خوفًا شديدًا، وقيل: إن زيادًا كتب إلى معاوية: إني قد ضبطت العراق بيميني، وشمالي فارغة، وسأله أن يوليه الحجاز، توفي سنة (٥٣ هـ).
انظر: الكامل لابن الأثير ٣/ ١٩٥، تاريخ الطبري ٦/ ١٦٢، تهذيب ابن عساكر ٤/ ٤٠٦ - ٤٢٣، خزانة الأدب للبغدادي ٢/ ٥١٧، سير أعلام النبلاء ٣/ ٤٩٤ - ٤٩٧.
(٣) المثبت من ط وز، وفي الأصل: "إلى".
(٤) "الواو" ساقطة من ط.
(٥) "يا أمير المؤمنين" ساقطة من ط.
(٦) "قبلها" ساقطة من ز.
(٧) في ط: "حفيظ" وهو تصحيف.
(٨) في ط: "بشهود" وهو تصحيف.