للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويدل عليه حديث الخثعمية؛ لأنها أخذت (١) بضبعي صبي (٢) فقالت: ألهذا حج يا رسول الله؟ فقال: "نعم، ولك أجر" (٣).

ويدل عليه أيضًا قوله تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إلا مَا سَعَى} (٤).

فإذا قلنا بأن ما يحصل للأم (٥) من الأجر أكثر مما يحصل للأب فما سبب ذلك؟

قالوا (٦): سبب ذلك التفاوت: أن قيام الأم بالولد أكثر من قيام الأب به؛ لأن الأم اختصت بثلاثة أشياء: الحمل، والرضاع، والتربية.

وقد روي (٧) أن أبا الأسود الدؤلي (٨) - رضي الله عنه - أراد أن


(١) في ط: "لحرث".
(٢) "صبي" ساقطة من ط.
(٣) في ز: "أجره".
(٤) آية ٣٩ من سورة النجم.
(٥) في ط: "للأمر".
(٦) في ز: "قال".
(٧) في ط: "ورد".
(٨) هو أبو الأسود ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل الدؤلي، وهو أول من أسس العربية ووضع قياسها، وذلك حين اضطرب كلام العرب وانتشر اللحن، فوضع باب الفاعل، والمفعول به، والمضاف إليه، والتعجب، وحروف النصب، والرفع، والجر، والجزم، وكان قاضيًا خطيبًا حليمًا حازمًا متقنًا للمعاني شاعرًا، وهو القائل:
وما كل ذي لب مؤتيك نصحه ... وما كل مؤت نصحه بلبيب
ولكن إذا ما استجمعا عند صاحب ... فحق له من طاعة بنصيب
توفي رحمه الله سنة تسع وستين (٦٩ هـ) في طاعون الجارف بالبصرة.
انظر: طبقات النحويين للزبيدي، ص ٢١ - ٢٦، المؤتلف والمختلف للآمدي، =