للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا تتحرك، فمعناه: اسكن، أو اكفف عن الحركة، وإذا (١) قال له (٢): لا (٣) تتكلم فمعناه: اسكت، أو اكفف عن الكلام.

وإنما (٤) قلنا: إن معنى النهي هو: طلب الفعل؛ لأن العلماء اتفقوا على أن الإنسان لا يكلف (٥) إلا بما هو مقدوره، لقوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إلا وُسْعَهَا} (٦) ففعله هو مقدوره (٧)، وأما العدم فليس بمقدوره (٨)، فلا يكلف (٩) به.

وإنما قلنا: العدم ليس مقدورًا للإنسان (١٠)؛ لأن العدم ليس بشيء، [وما ليس بشيء] (١١) لا (١٢) تتعلق له القدرة، وما لا تتعلق به القدرة لا يكون مقدورًا، وما لا يكون مقدورًا لا يتعلق به التكليف؛ لأن القدرة إنما تؤثر في الوجود، ولا تؤثر في العدم، وإلى هذا أشار المؤلف بقوله: (لأن العدم غير (١٣) مقدور).


(١) في ز: "فإذا".
(٢) "له" ساقطة من ز.
(٣) "لا" ساقطة من ط.
(٤) في ط: "وأما".
(٥) في ز: "يتكلف"، وفي ط: "لا يكف".
(٦) آية ٢٨٦ من سورة البقرة.
(٧) في ز: "مقدور".
(٨) في ز: "بمقدور".
(٩) في ط: "يكف" وهو تصحيف.
(١٠) في ط: "مدور الإنسان".
(١١) ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(١٢) في ط: "فلا".
(١٣) "غير" ساقطة من ط.