للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منهما نكرة موصوفة أو غير ذلك.

وكذلك "كل" و"جميع" لا بد من إضافة كل واحد منهما للفظ آخر؛ حتى يحصل العموم فيه نحو: كل رجل إنسان، أو جميع العالم ممكن.

فتخصيص الإمام المحتاج للفظ آخر بتلك الثلاثة لا يتجه. انتهى نصه (١).

قال بعضهم: قول (٢) المؤلف: تفصيل الإمام لا يتجه، بل هو متجه لاختلاف جهتي الاحتياج.

أما النكرة المجردة عن النفي، والجمع المنكر المجرد عن اللام (٣) والإضافة، كل واحد منها لا دلالة له على العموم ابتداءً، وإنما يفيد معناه الموضوع (٤) له خاصة دون العموم، فإذا اقترنت النكرة بالنفي، واقترن الجمع المنكّر باللام، أو الإضافة أفادت (٥) معنى آخر لم توضع له أولاً، وهو: العموم.

وأما "كل" و"جميع" و"من" و"ما" في الخبر والشرط والاستفهام فقد وضعت ابتداءً للعموم، وافتقارها إلى ما يضَم إليها لا يفيد فيها معنى آخر لم توضع له في الابتداء، فافترق (٦) النوعان كما قال الإمام (٧)، فالنظر إذًا في كلام المؤلف لا في كلام الإمام؛ لأن الإمام فرق بين ما يفيد العموم بالذات


(١) انظر شرح التنقيح للقرافي ص ١٧٨، ١٧٩.
(٢) في: "قال".
(٣) في ط: "الإمام" وهو تصحيف.
(٤) في ز: "معنى في الموضوع".
(٥) في ط: "أفادة"، وفي ز: "والإضافة أفاد".
(٦) المثبت من ط وز، وفي الأصل: "فاقترن".
(٧) في ز: "الإمام فخر الدين".