للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العلماء - يعني علماء العربية، مثل: سيبويه وابن السيد (١) وغيرهما - أنها لا تعم؛ وذلك أن النكرة المرفوعة بعد [لا كقولك] (٢): لا رجل بالرفع (٣) يخالف معناها معنى النكرة المبنية مع لا؛ لأن معناها في الرفع نفي مفهوم الرجولية بوصف الوحدة؛ لأن العرب تقول: لا رجل في الدار (٤) بل اثنان أو أكثر (٥) (٦)، أعني: برفع رجل، فإذا كان معناها في الرفع نفي الرجولية بوصف الوحدة، ووصف الوحدة أخص من مطلق الرجولية فلا تعم؛ إذ لا يلزم من نفي الأخص نفي الأعم.

ومعنى النكرة المبنية مع لا (٧): نفي مفهوم الرجولية [مطلقًا، فقولك: لا


(١) هو أبو محمد عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي النحوي، ولد سنة أربع وأربعين وأربعمائة بمدينة بطليوس، كان عالمًا بالأدب واللغات متبحرًا فيها، سكن مدينة بلنسية، وكان الناس يجتمعون إليه ويقرءون عليه، وكان حسن التعليم جيد التفهيم، درس علم النحو، وله نظم حسن، ومن ذلك قوله:
أخو العلم حي خالد بعد موته ... وأوصاله تحت التراب رميم
وذو الجهل مَيْت وهو ماش على الثرى ... يُظن من الأحياء وهو عديم
توفي رحمه الله سنة إحدى وعشرين وخمسمائة (٥٢١ هـ)، من مصنفاته: "الاقتضاب"، "الحلل في شرح أبيات الجمل"، "التنبيه على الأسباب الموجبة لاختلاف الأمة".
انظر: وفيات الأعيان ٢/ ٢٨٢، البداية والنهاية ١٢/ ١٩٨، قلائد العقيان لابن خاقان ص ١٩٣ - ٢٠٠.
(٢) المثبت بين المعقوفتين من ز وط، ولم يرد في الأصل.
(٣) في ط: "في الرفع".
(٤) في ط: "لا رجل في الدار بالرفع".
(٥) في ز: "وأكثر".
(٦) انظر: شرح التنقيح للقرافي ص ١٨٢.
(٧) "لا" ساقطة من ط.