للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بِكُمْ} (١) أي: لتأتنني به في كل حالة من الحالات إلا حالة الإحاطة بكم، فإني أعذركم.

ومثال الاستثناء في الأزمان: صل إلا عند الزوال.

ومثال الاستثناء في الأمكنة: صل إلا عند المجزرة (٢) والمزبلة.

ومثال الاستثناء من مطلق الوجود مع قطع النظر عن الخصوصات: قوله تعالى: {إِنْ هِيَ إلا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ} (٣) يعني: الأصنام التي (٤) يعبدونها (٥)، أي: لا حقيقة لها إلا مجرد اللفظ، ولا وجود لها إلا وجود اللفظ، فوقع الاستثناء من مطلق الوجود على سبيل المبالغة في النفي.

فهذه الثمانية لم تذكر قبل الاستثناء، وإنما تعلم بما يذكر بعد الاستثناء من فرد منها (٦)، فيستدل بذلك الفرد على أن جنسه هو الكائن قبل الاستثناء، ويعلم حينئذ أن الاستثناء في هذه الأمور الثمانية هو استثناء متصل؛ لأنه استثناء من الجنس، والحكم فيه بالنقيض بعد إلا، فلما أشار المؤلف في الشرح إلى هذه (٧) الاعتراضات المذكورة (٨) قال في الشرح:


(١) سورة يوسف آية رقم ٦٦.
(٢) في ز: "المزجرة" وهو تعبير عامي للمجزرة في بلاد المغرب.
(٣) سورة النجم آية رقم ٢٣، وتمامها: {مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إلا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى}.
(٤) "كانوا" زيادة في ز.
(٥) "يعبدوها" في ز.
(٦) كذا في النسختين وفي الأسلوب ركاكة ولعل العبارة: من كل فرد منها.
(٧) "هذا" في ز.
(٨) "المذكورات" في ز.