كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب

الباب التاسع في الشروط - الفصل الثاني في حقيقته - ج: 4 - ص: 215

قال ابن رشد: تحصَّل في هذه المسألة أربعة أقوال.

أحدها: هذا، وهو أن (١) الوضيعة لا تلزمه إلا أن يعجل له جميع ما قال، وهو أصح الأقوال، وبه قال أصبغ (٢).

القول الثاني: أن الوضيعة تلزمه] (٣)، وبه قال ابن الماجشون.

والثالث: لزوم (٤) الوضيعة إن نقص الشيء اليسير، قاله مطرف (٥).

والرابع: أنه يلزمه من الوضيعة بقدر ما عجل له من حقه (٦).

...

---

(١) "أن أن" تكرار في ز وز/ ٢.
(٢) أبو عبد الله: أصبغ بن الفرج بن سعيد بن نافع، مولى عبد العزيز بن مروان، سكن الفسطاط بمصر وكان فقيه البلد، تفقه بابن القاسم وابن وهب وأشهب، وكان من أخص تلاميذ ابن وهب، أخذ عنه الفقه خلق من أعلام المذهب، كابن حبيب وابن المواز وابن مزين، توفي سنة خمس وعشرين ومائتين بمصر، له كتاب الأصول نحو عشرين مجلدًا، وتفسير غريب الموطأ، وآداب الصيام، والرد على أهل الأهواء وغيرها.
انظر: تهذيب التهذيب ١/ ٣٦١، وترتيب المدارك ١/ ٥٦١، والديباج ١/ ٢٩٩.
(٣) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(٤) "تلزمه" في ز وز/ ٢.
(٥) مطرف بن عبد الله بن مطرف بن سليمان اليساري الهلالي، مولى ميمونة أم المؤمنين رضي الله عنها، وهو ابن أخت مالك بن أنس الإمام، روى عنه وعن غيره، وعنه أخذ البخاري، وخرج له في الصحيح، صحب مالك سبع عشرة سنة، وتوفي سنة ٢٢٠ هـ.
انظر: تهذيب التهذيب ١٠/ ١٧٥، ترتيب المدارك ١/ ٣٥٨، الديباج ٢/ ٣٤٠.
(٦) انظر: البيان والتحصيل ١٠/ ٤٧٠، وفيه تحقيق هذه الأقوال وتحريرها. وفي النقل اختصار شديد مع تمام المعنى.