للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن رشد في البيان والتحصيل (١) في نوازل عيسى بن دينار (٢) من كتاب التفليس فيمن قال لغريمه وقد حل حقه (٣): إن عجلت لي كذا وكذا من حقي (٤) فبقيته عنك موضوعة إن عجلت لي ذلك نقدًا (٥) الساعة أو إلى أجل يسميه (٦)، فعجل له بعض ما قال له. هل تلزمه الوضيعة أم لا؟

قال: لا أرى الوضيعة تلزمه [وصاحب الحق على شرطه، ولا تلزمه الوضيعة إذا لم يعجل له ما قال له (٧).


(١) اسم الكتاب: البيان والتحصيل لما في المستخرجة من التوجيه والتعليل، ويسمى: البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل في مسائل المستخرجة، وهذا أصح وهو الذي جعل عنوانًا للكتاب لما طبع، والأول هو الشائع في كتب التراجم، والمقصود بالمستخرجة هي مستخرجة محمد العتبي من أسمعة تلامذة الإمام مالك، ويستمد الكتاب قيمته من قيمة هذه المستخرجة وقد طَبَعَتْ الكتاب أخيرًا إدارة إحياء التراث الإسلامي بقطر، وبخروجه إلى الناس يخرج كتاب من أهم كتب الفقه المالكي.
انظر: الديباج المذهب ٢/ ٢٤٨، ومقدمة محقق الجزء الأول من كتاب البيان والتحصيل.
(٢) أبو محمد: عيسى بن دينار القرطبي، قاضي طليطلة، ومفتي وفقيه الأندلس، أدرك تلاميذ الإمام مالك ولم يسمع إلا من ابن القاسم، وعرف ابن القاسم قدره، فقال: أتانا عيسى فسألنا سؤال عالم، وكان من أهل الزهد والدين والعلم والورع، توفي بالأندلس سنة ٢١٢ هـ، من آثاره: كتاب الهدية في الفقه.
انظر: ترتيب المدارك ٢/ ١٦، الديباج المذهب ٢/ ٦٤.
(٣) "دينه" في الأصل، والمثبت موافق لما في البيان والتحصيل.
(٤) "حقه" في ز.
(٥) "هذا" في ز/ ٢.
(٦) "مسميه" في ز وز/ ٢.
(٧) جاءت العبارة في البيان والتحصيل هكذا: فعجل له ذلك نقدًا أو إلى أجل إلا الدرهم والنصف أو أكثر من ذلك يعجز عنه، هل تكون الوضيعة لازمة؟ فقال: ما أرى الوضيعة تلزمه إذا لم يعجل له جميع ذلك، وأرى الذي له الحق على شرطه.