للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تحكم يا معاذ؟ فقال: بكتاب الله، قال: "فإن لم تجد؟ قال: فبسنة رسول الله، قال: "فإن لم تجد؟ قال: أجتهد رأيي، فقال النبي عليه السلام: "الحمد لله الذي وفق رسول رسوله" (١)، فدل ذلك على عدم اعتبار الشرائع المتقدمة (٢).

الوجه الخامس: اتفاق العلماء على إضافة جميع الأحكام إلى شريعته عليه السلام دون الشرائع المتقدمة، ولو تعبدنا بالشرائع المتقدمة لأضيف ذلك إليها لا إلى شرعنا (٣).


(١) حديث مشهور يحتج به الأصوليون في أبواب كثيرة.
أخرجه جماعة من المحدثين منهم: الترمذي في الأحكام برقم ١٣٢٧، والخطيب في الفقيه والمتفقه ١/ ٨٥٥، وأبو داود في الأقضية برقم ٣٥٩٢، وغيرهم من طرق عدة إلى شعبة عن أبي العون عن الحارث بن عمرو عن أصحاب معاذ عن معاذ، وهناك طريق آخر نقله ابن حجر عن ابن طاهر وهو عن محمد بن جابر عن أشعث بن أبي الشعثاء عن رجل من ثقيف عن معاذ.
وقد ذكروا أن له طريقًا ثالثة عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم، وليس فيه ذكر الكتاب والسنة والاجتهاد.
وقد ضعف العلماء هذا الحديث بطرقه الثلاث، أما الأوليان فللجهالة بأصحاب معاذ وبالرجل الثقفي، وأما الثالثة فلوجود كذاب فيها وهو محمد بن سعيد المعروف بالمصلوب، وممن ضعفه البخاري والترمذي والدارقطني والحافظ العراقي وغيرهم.
وقد رضي جماعة من العلماء الاحتجاج بهذا الحديث كالخطيب البغدادي، وجماعة من الفقهاء وكثير من الأصوليين، استنادًا إلى صحة معناه، وتلقي الأمة له بالقبول، فانظر الكلام على الحديث في: التلخيص الحبير لابن حجر ٤/ ١٨٢، والفقيه والمتفقه ١/ ١٨٩، والمعتبر للزركشي ص ٦٣، وتخريج أحاديث اللمع ص ٢٩٩، وسلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني الحديث رقم ٨٨١.
(٢) انظر: المستصفى ١/ ٢٥١، والتمهيد لأبي الخطاب ٢/ ٤١٩، وشرح القرافي ص ٣٠٠، وشرح المسطاسي ص ٥١.
(٣) انظر: المعتمد ٢/ ٩٠٤، وروضة الناظر ص ١٦٢، وشرح المسطاسي ص ٥١.