للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} (١) (٢)، قوله: "ننسخ" و"ننسها"، في كل واحد من الفعلين قراءتان في السبع، أما "ننسخ" بقراءة ابن عامر بضم النون وكسر السين (٣)، يقال: أنسخت الكتاب، أي: وجدته منسوخًا (٤)، كقولك: أحمدته وأبخلته، أي: وجدته محمودًا، أو بخيلاً (٥)، وفتحها الباقون (٦)، وأما "ننسها" (٧) فقرأه ابن كثير وأبو عمرو بفتح النون والسين مع الهمزة، وقرأه الباقون بضم النون وكسر السين من غير همزة (٨).

فقوله تعالى: {أَوْ نُنْسِهَا} (٩) على قراءته بغير همز، يحتمل أن يكون من النسيان الذي هو ضد الذكر، ويحتمل أن يكون من النسيان الذي هو


(١) البقرة: ١٠٦.
(٢) انظر: المستصفى ١/ ١١٢، والتمهيد لأبي الخطاب ٢/ ٣٤٤.
(٣) انظر: النشر ٢/ ٢١٩، وحجة القراءات لابن زنجلة ص ١٠٩.
(٤) هذا أحد التأويلات بناء على أن الفعل ليس للتعدية، وعليه تتفق مع القراءة الأخرى في المعنى وإن اختلفا في اللفظ، واختار هذا المعنى أَبو علي الفارسي، واختار الزمخشري التعدية وجعل المعنى: ما نأمر جبريل بجعلها منسوخة بالإعلام بنسخها، وجعل ابن عطية الأمر لمحمد، أي ما نأمرك يا محمد بتركه، انظر: تفسير البحر المحيط ١/ ٣٤٢، وحجة القراءات ص ١٠٩، والكشاف للزمخشري ١/ ١٧٦.
(٥) انظر: القاموس المحيط مادة (بخل)، ومعجم مقاييس اللغة لابن فارس مادة (حمد).
(٦) انظر: النشر ٢/ ٢٢٠، وحجة القراءات ص ١٠٩، والإقناع لابن الباذش ٢/ ٦٠١.
(٧) "ننسيها" في الأصل بالياء.
(٨) فتكون على القراءة الأولى: نَنْسَأها، وعلى الثانية: نُنْسِهَا. انظر: النشر ٢/ ٢٢٠، والإقناع ٢/ ٦٠١، وحجة القراءات ص ١٠٩، ١١٠.
(٩) "وننسيه" في الأصل، وهو خطأ.