للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أجيب عنه بأوجه:

أحدها: الأدلة المتقدمة في جواز النسخ.

الوجه الثاني: أن لفظ الأبد ظاهر في عموم الأزمنة المستقبلة لا نص، والمسألة علمية لا يكتفى فيها بالظواهر (١) كما يأتي في قوله: "ويجوز نسخ ما قيل فيه: افعلوا أبدًا خلافًا لقوم" (٢)، فإن صيغة أبدًا بمنزلة العموم في الأزمان، والعموم قابل للتخصيص والنسخ.

الوجه الثالث: أن اليهود لم يبق منهم ما يصلح للتواتر؛ لأنهم أفناهم وأبادهم بختنصر (٣) بالقتل (٤).


= وتيسير التحرير ٣/ ١٨٣، وشرح القرافي ص ٣٠٤، والمسطاسي ص ٥٦.
(١) انظر: المسطاسي ص ٥٧.
(٢) انظر: ص ١٥٠ من مخطوط الأصل، ص ٤٩٨ من هذا المجلد، وشرح القرافي ص ٣١٠.
(٣) كثير من المؤرخين المسلمين يجعلون بختنصر الذي غزا أورشليم مرزبانًا أو أميرًا على العراق من قبل ملوك فارس، وكان في عصر الملك لهراسب، قال المسعودي: وأهل التواريخ يجعلونه ملكًا برأسه، وإنما كان مرزبانًا على ما وصفنا. اهـ.
أما المؤرخون المعاصرون فيرون أنه أحد ملوك الدولة الكلدانية التي حكمت بين عامي (٦٠٨ - ٥٣٨ ق. م)، وكان حكمه بين عامي (٦٠٥ - ٥٦٢ ق. م)، ويسمى بختنصر أو بنوخذ نصر بن نيوبل عزر، وقد غزا أورشليم فحاصرها ثم ظفر بها، فدمر قصر الملك، والهيكل، وذبح ستين من أعيانها، وأسر أكثر من عشرة آلاف، وكان ذلك نحو عام (٥٨٦ ق. م). انظر: تاريخ الطبري ١/ ٥٣٨، ومروج الذهب للمسعودي ١/ ٢٣٥، والبداية والنهاية ٢/ ٣٨ - ٣٩، والأمم السامية مصادر تاريخها وحضارتها تأليف حامد عبد القادر ص ٩٢، ١١٢، والمفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام لجواد علي ١/ ٣٥١، وانظر: القاموس المحيط مادة (نصر).
(٤) انظر: المحصول ١/ ٣/ ٤٥٧، والتلويح ٢/ ٦٣، وتيسير التحرير ٣/ ١٨٤، وشرح القرافي ص ٣٠٥، وشرح المسطاسي ص ٥٧.