للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذلك أن الله تعالى أمر إبراهيم عليه السلام بذبح ولده، بدليل قوله تعالى: {يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} (١)، ثم نسخ ذلك قبل فعله بذبح كبش بدليل قوله تعالى: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} (٢) (٣).

قال ابن عباس رضي الله عنه: فدي بكبش رعى في الجنة أربعين سنة (٤)، ومعنى قوله: عظيم، أي: كبير متقبل (٥).

قوله: (كنسخ ذبح إِسحاق عليه السلام) هذا يقتضي أن الذبيح هو إسحاق، هذا هو القول الصحيح، وهو الذي عليه كثير أهل العلم (٦) (٧).


= ص ١٦٥، والتوضيح ٢/ ٦٦، والمحصول ١/ ٣/ ٤٦٨، والإحكام للآمدي ٣/ ١٢٦، والوصول لابن برهان ٢/ ٣٩، والإبهاج ٢/ ٢٥٨، والتمهيد لأبي الخطاب ٢/ ٣٥٦.
(١) الصافات: ١٠٢.
(٢) الصافات: ١٠٧.
(٣) انظر: الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه لمكي بن أبي طالب ص ٣٣٩.
(٤) أخرجه ابن جرير في التفسير؛ في تفسير سورة الصافات، بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، فانظر: التفسير ٢٣/ ٥٠، وانظر: الدر المنثور للسيوطي ٥/ ٢٨٤، وتفسير ابن كثير ٤/ ١٥.
(٥) انظر: تفسير القرطبي ١٥/ ١٠٧، وتفسير الطبري ٢٣/ ٥٠، ٥١.
(٦) لعل العبارة: "كثير من أهل العلم".
(٧) أما إن كثيرًا من أهل العلم عليه فصحيح، وأما إنه الصحيح ففيه نظر؛ لأن القولين متكافئان؛ فكل واحد منهما قال به جمع من الصحابة والتابعين ومن بعدهم.
قال ابن كثير بعد أن ساق أقوالاً لبعض الصحابة والتابعين بأن الذبيح إسحاق، قال: وهذه الأقوال والله أعلم كلها مأخوذة عن كعب الأحبار. اهـ.
قلت: وقد تعددت الروايات الصحيحة عن ابن عباس على أن الذبيح إسماعيل، وجزم به عدد من كبار التابعين، كالحسن البصري، ومجاهد، والشعبي، وسعيد بن =