للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا هو الوجه الثاني من الأربعة الأوجه (١)، وهو ما لا يتوقف عليه الإجماع إلا بالنظر البعيد، كحدوث العالم والوحدانية.

بيان (٢) ذلك: أن العقل لو فرض قدم العالم لم يكن الإرسال مستحيلاً في ذاته، فلا يتوقف الإجماع على حدوث العالم، وإنما يتوقف عليه بالنظر البعيد، وهو أنه يلزم من قدم العالم نفي الإرادة، فإن القديم يستحيل أن يراد (٣).

وكذلك الوحدانية أيضًا لا يتوقف عليها الإجماع في أول النظر؛ لأنه لو فرض العقل إلهين (٤) اثنين أو أكثر لتصور العقل من كل واحد منهما الإرسال ولم يكن ذلك مستحيلاً في أول النظر، فلا يتوقف الإجماع على الوحدانية في بادئ النظر، وإنما يتوقف عليه في النظر البعيد، وهو أنه من المحال أن يثبت عالَم مع (٥) الشركة حتى يوجد فيه إرسال (٦)، وهذا الوجه المذكور / ٢٦٩/ اختلف فيه، هل يثبت بالإجماع أو لا؟ قولان، سببهما: هل النظر إلى مطلق التوقف؟ فلا يثبت بالإجماع (٧)، أو النظر إلى بعد التوقف، فيثبت بالإجماع (٨).


(١) الأولى أن يكتفي بتحلية تمييز العدد بأل، وقد كرر هذا الأسلوب مرارًا.
(٢) "وبيان" في ز.
(٣) انظر: شرح القرافي ص ٤٤٣، والمسطاسي ص ٩٢.
(٤) "اللهين" في ز.
(٥) "على" في ز.
(٦) انظر: شرح القرافي ص ٣٤٤، والمسطاسي ص ٩٢.
(٧) انظر هذا الرأي في: اللمع ص ٢٥١، والإبهاج ٢/ ٤١١، وشرح العضد على ابن الحاجب ٢/ ٤٤، ونهاية السول ٣/ ٢٦٩.
(٨) انظر هذا الرأي في: التمهيد لأبي الخطاب ٣/ ٢٨٤، والمحصول ٢/ ١/ ٢٩١، =