للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ [بَلَى] (١) ...} إلى قوله: {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ} (٢)، فدل على أن الكذب هو عدم المطابقة، وقوله عليه السلام: "مَنْ كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده في النار" (٣) فدل على أن الكذب يتصور بدون العمد؛ لأن تقييده بالعمد يدل على تصوره بدون العمد، وقوله عليه السلام: "كفى بالمرء كذبًا (٤) أن يحدث بكل ما سمع" (٥) [فجعله كاذبًا إذا حدث بكل ما سمع] (٦) وإن كان لا يشعر (٧) بعدم المطابقة، [فذلك يدل على أن القصد لعدم المطابقة] (٨) / ٢٧١/ ليس


(١) ساقط من ز.
(٢) النحل: ٣٨، ٣٩، وتمامها: {بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٣٨) لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ}.
(٣) هذا حديث صحيح رواه جمع كثير من الصحابة ومن بعدهم حتى جعله بعض المحدثين مثالاً على المتواتر من الأحاديث. انظر كلام ابن حجر حول هذا في فتح الباري ١/ ٢٠٣، ونزهة النظر شرح نخبة الفكر ص ٢٢.
وانظر هذا الحديث على سبيل المثال عند البخاري في كتاب العلم برقم ١١٠ عن أبي هريرة، وعنه أيضًا عند مسلم في المقدمة برقم ٣، وفي الزهد برقم ٣٠٠٤ عن أبي سعيد، وعند الترمذي في كتاب العلم برقم ٢٦٦٩ عن عبد الله بن عمرو، وفي التفسير برقم ٢٩٥١ عن ابن عباس. ولم أطلع في الروايات التي راجعتها على لفظ "في النار" بل كل ما رأيته من الروايات بلفظ "من النار" فلعلها فيما لم أره.
(٤) "كاذبًا" في الأصل.
(٥) حديث صحيح أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ٨/ ٥٩٦، عن أبي هريرة مرفوعًا، وعنه أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه برقم ٥. وقد رواه موقوفًا على ابن مسعود ابن المبارك في الزهد ١٢٨، وانظره بغير هذا اللفظ موقوفًا عن عمر وعبد الله بن مسعود في مسلم رقم ٥، ومصنف ابن أبي شيبة ٨/ ٥٩٦.
(٦) ما بين المعقوفتين ساقط من ز.
(٧) "لا شعور له" في ز.
(٨) ساقط من ز.