للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فخرجت إلى مقابر ذلك البلد [الذي] (١) حلت [به] (٢) فأكثرت البكاء والعويل (٣) فيها ثم نامت، فرأت أهل تلك المقابر قد هاجوا يسأل بعضهم بعضًا هل لهذه المرأة ولد عندنا؟

قالوا (٤): لا، فقال بعضهم لبعض كيف جاءت عندنا تؤذينا ببكائها وعويلها من غير أن يكون لها عندنا ولد، ثم ذهبوا إليها فضربوها ضربًا وجيعًا، فاستيقظت فوجدت ألمًا عظيمًا من ذلك (٥) الضرب (٦).

وذلك يقتضي أن الأرواح تتألم بالمؤلمات وتفرح باللذات في البرزخ كما كانت في الدنيا.

وقد ورد أن الأرواح (٧) تتألم بالمؤلمات وبعدم الزيارات، وتفتخر بالزيارات وتفرح باللذات، وأن الأموات يعلمون أحوال الأحياء (٨) من الشدة والرخاء والفقر والاستغناء وغير ذلك، انظر القواعد السنية في الفرق الحادي والمائة بين قاعدة: فعل غير المكلف لا يعذب به، وقاعدة: البكاء على


(١) ساقط من الأصل.
(٢) ساقط من ز.
(٣) "في العويل" في ز.
(٤) "فقالوا" في ز.
(٥) "داء" في ز.
(٦) انظر القصة في: الفرق ١٠١ من فروق القرافي ٢/ ١٧٦، ١٧٧.
(٧) علق فوقها في صلب الأصل كلمة: الأموات.
(٨) جاءت العبارة في ز هكذا: وقد ورد أن أمواتًا يفرحون باللذات ويتألمون بالمؤلمات، ويفتخرون بالزيارات ويتألمون بعدم الزيارات، وأنهم يعلمون أحوال الأحياء ... إلخ.