للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على الشريعة (١).

قوله: (وإِن كان تحمل الصبي صحيحًا)، هذا تأكيد وإغياء (٢) راجع إلى التكليف الذي هو البلوغ، كأنه يقول: لا تقبل رواية الصبي ولو صح تحمله للرواية في حالة الصبا إلا تأديتها بعد بلوغه (٣)، والدليل على صحة تحمل الصبي للرواية إجماع الصحابة والتابعين رضي الله عنهم على قبول رواية الصبيان إذا أدوا بعد البلوغ (٤) ما تحملوه في حالة الصبا، كابن عباس (٥)، وابن الزبير (٦)، والحسن بن علي (٧)، والنعمان بن بشير (٨)، وأنس بن


(١) انظر هذه الأوجه الثلاثة في: شرح المسطاسي ص ١٠٥.
(٢) "اغناء" في ز.
(٣) "بلوغها" في ز.
(٤) انظر: الكفاية للخطيب البغدادي ص ١٠٥، والمعتبر للزركشي ص ١٢٦، وإحكام الفصول للباجي ١/ ٣٦٠، والتمهيد لأبي الخطاب ٣/ ١٠٦، والمحصول ٢/ ١/ ٥٦٥، وشرح القرافي ص ٣٥٩.
(٥) انظر: التاريخ الصغير للبخاري ١/ ١٢٦ و١٢٧.
(٦) أبو خبيب، عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي، أمه أسماء بنت أبي بكر "ذات النطاقين"، ولد عام الهجرة، فهو أول مولود للمهاجرين بعد الهجرة، فحنكه النبي - صلى الله عليه وسلم - وسماه باسم جده، بويع بالخلافة سنة ٦٤ هـ بعد موت يزيد، فاجتمع له أهل الحجاز والعراق واليمن، وحج بالناس ثماني حجج حتى غلب على الأمر بنو مروان، فقتله الحجاج سنة ٧٣ هـ، وصلبه بمكة.
انظر: الاستيعاب ٢/ ٣٠٠، والإصابة ٢/ ٣٠٩.
وانظر لروايته وهو صغير: الكفاية للخطيب ص ١٠٦.
(٧) انظر: الكفاية للخطيب ص ١٠٦.
(٨) النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة، الخزرجي الأنصاري، يكنى أبا عبد الله، وهو أول مولود للأنصار بعد الهجرة، تولى إمرة الكوفة لمعاوية ثم حمص، وبقي بها حتى قتله أنصار مروان بن الحكم لمناصرته ابن الزبير، وكان قتله سنة ٦٥ هـ.
انظر: الاستيعاب ٣/ ٥٥٠، والإصابة ٣/ ٥٥٩، وانظر: الكفاية للخطيب ص ١٠٧.