للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مع التحريم وجودًا وعدمًا، فإن عصير العنب قبل الإسكار ليس بمسكر، فهو ليس بحرام، وإذا صار مسكرًا صار حرامًا، وإذا تخلل زال الإسكار فزال التحريم، فقد اقترن الوجود بالوجود والعدم بالعدم ها هنا في صورة واحدة.

ومثاله في صورتين: اقتران وجوب الزكاة في النقدين بكونهما أحد الحجرين، فإن وجوب الزكاة دار مع كونهما أحد الحجرين وجودًا وعدمًا، أما وجودًا ففي صورة المسكوك، وأما عدمًا ففي صورة العقار.

وإنما رجحت الصورة الأولى على هذه الصورة؛ لأن انتقاء الحكم بعد ثبوته في الصورة الواحدة، يقتضي أنه ليس معه ما يقتضيه في تلك الصورة، وإلا لثبت فيها، وأما انتفاء الحكم من صورة أخرى (١) غير صورة الثبوت، فيحتمل أن يكون موجب الحكم فيها غير الوصف المدعى كونه علة (٢)، وأن (٣) الوصف المدعى كونه علة لو فرض انتفاؤه ثبت الحكم بوصف آخر، فلا يتعين عدم اعتبار غيره بخلاف الصورة الواحدة.

قوله: (والشبه في الصفة أقوى منه في الحكم)، وفيه خلاف.

ش: تقدم حقيقة الشبه في باب القياس (٤)، وهو عبارة عن الوصف الذي لا يناسب لذاته ويستلزم المناسب لذاته.


(١) "من" زيادة في الأصل.
(٢) "علته" في الأصل.
(٣) "واما" في ز وط.
(٤) انظر: صفحة ٣٠٩ من مخطوط الأصل، وصفحة ٣٥٨ من هذا المجلد، وشرح القرافي ص ٣٩٤، وانظر: شرح المسطاسي ص ١٨٢.