للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المؤلف (١) النظر في حقيقة الاجتهاد، أراد أن يبين معنى النظر.

وقد اختلف المؤلفون في محل وضع النظر، فأكثرهم وضعوه في أوائل تصانيفهم قبل الخوض في المعنى المقصود به، كالقاضي أبي بكر، والقاضي عبد الوهاب، وإمام الحرمين (٢)، وغيرهم (٣).

ومنهم من وضعه في هذا الباب، وهو باب الاجتهاد كما فعل المؤلف؛ لأن باب الاجتهاد هو موضع الحاجة إلى النظر؛ لأن المجتهد هو الذي يحتاج إلى النظر (٤).

واعلم أن النظر له معانٍ مختلفة، منها:

نظر البصر، ومنه قوله تعالى: {رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ} (٥).

ومنها: الانتظار (٦)، كقوله (٧) تعالى: {مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً} (٨) (٩).


(١) "في" زيادة في ط.
(٢) انظر: البرهان فقرة ٥٥ وما بعدها.
(٣) كالشيرازي، والرازي، والآمدي، وابن السبكي، وابن القصار، وابن الحاجب وابن مفلح، والمرداوي في التحرير، وتبعه الفتوحي في شرح المختصر، فانظر: مراجع المسألة.
(٤) انظر: شرح المسطاسي ص ١٨٤.
(٥) الأعراف: ١٤٣.
(٦) "الانظار" في ط.
(٧) "لقوله" في ز.
(٨) سورة يس: ٤٩.
(٩) قال ابن كثير: أي: ما ينتظرون، انظر تفسيره (٣/ ٥٧٤).