للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} (١)

قوله: استغنى (٢)، أي: استغنى بشهوات الدنيا عن نعيم الآخرة فلم يتق.

ومثال مقابلة خمسة بخمسة قول المتنبي (٣):

أزورها وسواد الليل يشهد (٤) لي ... وأنْثَنِي وبياض الصبح يغري بي (٥)


(١) سورة الليل، من الآية رقم (٥) إلى الآية رقم (١٠).
(٢) في ط: "واستغنى".
(٣) هو أبو الطيب أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكندي، الكوفي المعروف بالمتنبي، الشاعر المشهور، ولد بالكوفة سنة ثلاث وثلاثمائة (٣٠٣ هـ).
قدم الشام في صباه وأكثر مقامه في البادية، وطلب الأدب وعلم العربية، ونظر في أيام الناس، وتعاطى قول الشعر من حداثته حتى علا شأنه، ومدح الأمير سيف الدولة وكافورًا الإخشيدي ثم هجاه، ومدح عضد الدولة بن بويه الديلمي، فأجزل جائزته، ثم رجع إلى بغداد ومنها توجه إلى الكوفة ومعه جماعة من أصحابه فعرض له فاتك ابن أبي الجهل الأسدي في عدة من أصحابه، فقاتلوهم فقتل المتنبي سنة أربع وخمسين وثلاثمائة (٣٥٤ هـ)، وقيل: إن سبب قتله هذا البيت:
فالخيل والليل والبيداء تعرفني ... والسيف والرمح والقرطاس والقلم
انظر: وفيات الأعيان ١/ ١٢٠، تاريخ بغداد ٤/ ١٠٢ - ١٠٥، شذرات الذهب ٣/ ١٣ - ١٥، يتيمة الدهر للثعالبي ١/ ١٢٦، مرآة الجنان ٢/ ٣٥١ - ٣٥٧.
(٤) في ز: "يشفع".
(٥) هذا البيت للمتنبي من قصيدته التي مدح بها كافورًا سنة ست وأربعين وثلاثمائة (٣٤٦ هـ) ومطلعها:
من الجآذر في زي الأعاريب ... حمر الحلي والمطايا والجلابيب
إلى أن قال:
أزورهم وسواد الليل يشفع لي ... وأنثني وبياض الصبح يغري بي =