للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أطلق الفم على الأسنان؛ لأنه محل الأسنان (١)، ومنه قولهم أيضًا: جرى الميزاب، أطلق الميزاب على الماء؛ لأنه محل الماء.

وأما إطلاق اسم الكل على الجزء فمثاله قوله تعالى: {يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم} (٢) أي: أناملهم، فأطلق الأصابع (٣) على الأنامل، وهي (٤) جزء من الأصابع.

وأما عكسه وهو إطلاق الجزء على الكل، فمثاله: قوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} (٥) أي: إلا ذاته؛ إذ الوجه جزء من الذات.


= قدومه على النبي - صلى الله عليه وسلم - في وفد قومه حينما أنشده قوله:
ولا خير في حلم إذا لم تكن له ... بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له ... حلم إذا ما أورد الأمر أصدرا
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أجدت لا يفضض الله فاك".
وبلغ عشرين ومائة لم تسقط له سن.
انظر: الإصابة ٦/ ٢١٨, البداية والنهاية ٦/ ١٦٨، طبقات فحول الشعراء ١/ ١٢٣, المؤتلف والمختلف ص ٢٩٣، الشعر والشعراء لابن قتيبة ١/ ٢٨٩، معجم الشعراء للمرزباني ص ١٩٥.
(١) في ز: "أطلق اسم المحل الذي هو الفم على الحال الذي هو الأسنان لأنه محل الأسنان".
(٢) سورة البقرة آية رقم ١٩.
(٣) في ط: "اسم الأصابع".
(٤) في ط: "فهي".
(٥) قال تعالى: {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} سورة القصص آية ٨٨. =