للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أطلق الكلام على الدلالة؛ لأن الدلالة من لوازم الكلام، أي (١) أنزلنا عليهم برهانًا فهو يدلهم (٢) بما كانوا به يشركون (٣)، ومنه قول الحكماء: كل صامت ناطق (٤).

وأما إطلاق اسم الحال على المحل فمثاله: قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (٥).

أطلق (٦) الرحمة على الجنة لأنها محل الرحمة.

وأما عكسه (٧)، وهو إطلاق المحل على الحال فمثاله: قوله عليه السلام للنابغة الجعدي (٨): "لا يفضض (٩) الله فاك".


(١) في ط: "إنما".
(٢) في ط: "يذلهم".
(٣) انظر: تفسير ابن كثير ٣/ ٤٣٤، تفسير القرطبي المجلد السابع ج ١٤/ ٣٣، ٣٤.
(٤) في ط: زيادة بعد كل صامت ناطق: "أطلق على الدلالة ما فهمه من أثر الصنعة يدل على محدثه فكأنه ناطق"، وفي ز: أطلق النطق على الدلالة لأن ما فيه من أثر الصنعة يدل على محدثه فكأنه ناطق.
(٥) آية رقم ١٠٧ من سورة آل عمران.
(٦) في ز: "اسم الرحمة".
(٧) في ز: "وأما عكسه فكقوله عليه السلام ... " إلخ.
(٨) هو قيس بن عبد الله بن عدي بن ربيعة بن جعدة، وكنيته أبو ليلى، وهو شاعر مخضرم فصيح يجري في شعره على السليقة ولا يتكلف، عمر طويلًا في الجاهلية وفي الإسلام وهو أكبر من النابغة الذبياني؛ لأن الذبياني نادم النعمان بن المنذر وهذا نادم أباه، والنابغة الجعدي من الذين أنكروا الخمر والأزلام في الجاهلية. سكن المدينة ثم خرج إلى البادية في خلافة عثمان، وأدرك خلافة معاوية ومات بأصبهان وهو ابن مائتين وعشرين سنة.
انظر ترجمته في: الإصابة ٦/ ٢١٨ الشعر والشعراء لابن قتيبة ١/ ٢٨٩، معجم الشعراء للمرزباني ١٩٥.
(٩) لم أجد هذا الحديث في الكتب المسندة، وقد ذكره بعض من ترجم للنابغة في قصة =