للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومثال حذف المضاف (١) الباقي (٢) على إعرابه قول الشاعر:

أكل امرئ تحسبين (٣) امرأً ... ونار توقد (٤) بالليل نارًا (٥)

[قولة: ونار، أي: وكل نار] (٦).

ومنه قولهم: ما كل سوداء تمرة (٧)، ولا بيضاء شحمة؛ أي: ولا كل


(١) "المضاف" ساقطة من ط.
(٢) في ز: "وبقي المضاف إليه على إعرابه".
(٣) المثبت من ط وز، وفي الأصل: "تحسين".
(٤) المثبت من ط وز، وفي الأصل: "يوقد".
(٥) قائل هذا البيت هو أبو داود الإيادي الشاعر الجاهلي قيل: اسمه: جارية بن الحجاج، وقيل: حنظلة بن الشرقي وهو أحد نعات الخيل المجيدين.
وهذا البيت من قصيدة له يصف بها فرسًا ومطلعها:
ودار يقول لها الرائدو ... ن ويل أم دار الحذاقي دارا
إلى أن قال في آخرها:
أكل امرئ تحسبين أمرأً ... ونار توقد بالليل نارًا
أوجه الإعراب في قوله: ونار، ثلاثة: وهي:
الأول: سيبويه يحمله على حذف مضاف تقديره وكل نار كما استشهد به المؤلف هنا، وهو المشهور عند النحاة.
الثاني: أبو الحسن يحمله على العطف على عاملين، فيخفض نارًا بالعطف على امرئ المخفوض بكل، وينصب نارًا بالعطف على امرئ الثانية.
الثالث: أنه من باب عطف جملة علي جملة والتقدير وتحسبين كل نار.
انظر: المفصل للزمخشري ص ١٠٦ وشرحه لابن يعيش ٣/ ٢٦، أوضح المسالك لابن هشام ٢/ ٢٢٣، رقم الشاهد ٣٥١، الأصمعيات اختيار الأصمعي تحقيق أحمد شاكر وعبد السلام هارون ص ١٩٠، ١٩١.
(٦) ما بين المعقوفتين ساقط من ط وز.
(٧) في الأصل وفي ز: "ثمره" بالثاء.