للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مع الذوات مجاز في التركيب؛ لأن التكليف إنما يتعلق بأفعال المكلفين التي هي من كسبهم ولا يتعلق بذواتهم؛ لأنها ليست من كسبهم.

هذا بيان المجاز المركب. وإلى هذا القسم أشار المؤلف بقوله: (وإِلى مركب كقولهم:

أشاب الصغير وأفنى الكبير ... كر الغداة ومر العشي

...) إلى آخره (١).

قوله: (وإِلى مفرد ومركب كقولهم: أحياني اكتحالي بطلعتك، فاستعمال الإِحياء والاكتحال في السرور والرؤية: مجاز في الإِفراد، وإِضافة الإِحياء إِلى الاكتحال: مجاز في التركيب؛ فإِنه مضاف إِلى الله تعالى).

ش: هذا هو القسم الثالث من الأقسام الثلاثة: وهو المجاز الذي هو مفرد مركب معًا، ومعناه: أن يكون المجاز في إفراده، وفي إسناده.

مثله المؤلف (٢) بقوله (٣): أحياني اكتحالي بطلعتك: ومعنى هذا (٤) الكلام: يسرني (٥) رؤية صورتك، فإطلاق الإحياء على السرور: مجاز في الإفراد، وإطلاق الاكتحال على الرؤية: مجاز في الإفراد أيضًا، وإضافة الإحياء إلى الاكتحال: مجاز في التركيب؛ [فإن لفظ الإحياء إنما وضع لغة لأن يركب مع لفظ الله تعالى، فإضافة الإحياء إلى الاكتحال مجاز في


(١) "إلى آخره" ساقطة من ز.
(٢) في ز: "المؤلف رحمه الله".
(٣) المثبت من ط وز، وفي الأصل: "بقولك".
(٤) "هذا" ساقطة من ز.
(٥) في ط: "سرني"، وفي ز: "أسرني".