للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومثاله أيضًا: قوله تعالى: {وَإِذَا تلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} (١)؛ لأن الذي يزيد ذلك هو الله تعالى (٢).

ومثاله أيضًا: قوله تعالى: {وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا} (٣)؛ لأن الذي يخرجها هو الله تعالى (٤) (٥).

ومثاله أيضًا: قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمِّهَاتُكمْ وَبَنَاتُكُمْ ...} (٦) الآية؛ لأن لفظ التحريم إنما وضع ليركب مع الأفعال دون الذوات (٧)، فتركيبه


(١) سورة الأنفال آية رقم ٢.
وبين ابن سعدي رحمه الله وجه زيادة إيمانهم فقال: "ووجه ذلك أنهم يلقون له السمع، ويحضرون قلوبهم لتدبره فعند ذلك يزيد إيمانهم؛ لأن التدبر من أعمال القلوب، ولأنه لا بد أن يبين لهم معنى كانوا يجهلونه ويتذاكرون ما كانوا نسوه، أو يحدث في قلوبهم رغبة في الخير واشتياقًا إلى كرامة ربهم، أو وجلًا من العقوبات وازدجارًا من المعاصي، وكل هذا مما يزاد به الإيمان".
انظر: تفسير ابن سعدي ٣/ ١٤٢، ١٤٣.
فعلى هذا تكون زيادة الإيمان بسبب تلاوة آيات الله وهذه الزيادة بقدرة الله سبحانه وتعالى.
(٢) في ط: "هو الله"، وفي ز: "هو الله تبارك وتعالى".
(٣) سورة الزلزلة آية رقم ٢.
(٤) استدل الرازي بهذه الآية على أن المجاز مركب عقلي فقال: فالإخراج غير مستند في نفس الأمر إلى الأرض بل إلى الله تعالى، وذلك حكم عقلي ثابت في نفس الأمر، فنقله عن متعلقه إلى غيره نقل لحكم عقلي لا للفظ لغوي، فلا يكون هذا المجاز إلا عقليًا.
انظر: المحصول ج ١ ق ١ ص ٤٥٩.
(٥) في ط: "هو الله"، وفي ز: "هو الله عز وجل".
(٦) سورة النساء آية رقم ٢٣.
(٧) ذكر هذه الأمثلة للمجاز في التركيب القرافي في شرح التنقيح ص ٤٥، ٤٦.