للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومثال المجاز المركب أيضًا قولهم: هزم الأمير الجند، وقتل (١) الأمير فلانًا، أو ضربه، أو علقه، أو سجنه، أو أطلقه؛ فالفاعل لذلك كله حقيقة المباشر (٢) للفعل (٣)، فنسبة ذلك إلى الأمير مجاز في التركيب.

ومثاله أيضًا: قولك: شربت الطعام وأكلت الماء، فهو مجاز؛ لأن (٤) لفظ الشرب إنما يركب مع لفظ الماء، ولا يركب مع لفظ الطعام، وكذلك لفظ الأكل إنما يركب مع لفظ الطعام، ولا يركب (٥) مع لفظ الماء.

ومثاله أيضًا: قولك: غرق فلان في العلم؛ لأن لفظ غرق إنما يركب مع الماء، فتركيبه مع لفظ العلم مجاز (٦).

ومثاله أيضًا: قولك: علفت الدابة ماء؛ لأن لفظ العلف إنما يركب مع لفظ الشعير أو (٧) التبن؛ لأن الماء لا يعلف وإنما يعلف الشعير والتبن.

ومثاله في القرآن: قوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} (٨)؛ لأن لفظ (٩) السؤال إنما وضع في اللغة ليركب مع لفظ من تصح منه الإجابة، فتركيبه مع لفظ القرية مجاز في التركيب.


= لا مجاز إذا كان فاعل ذلك على وجه التأثير هو الله تبارك وتعالى".
(١) في ط: "أو قتل".
(٢) في ط وز: "هو المباشر".
(٣) في ط: "الفعل".
(٤) في ز: "فإن".
(٥) "ولا يركب" ساقطة من ط.
(٦) هذا المثال تقدم عن سابقه في ط وز.
(٧) المثبت من ط وز، وفي الأصل: "والتبن".
(٨) سورة يوسف آية رقم ٨٢.
(٩) "لفظ" ساقطة من ز.