للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا الكلام على حقيقته؛ لأن رفع الخطأ والنسيان محال لتحقق وقوعهما في أمته عليه السلام؛ إذ رفع الواقع محال، فلا بد من إضمار ما يصح رفعه، وهو: العقاب مثلًا؛ أي: رفع عن أمتي عقاب الخطأ والنسيان.

قوله: (فلحن الخطاب هو دلالة الاقتضاء ...) إلى آخره، هذا المعنى الذي فسر به المؤلف ها هنا (١) لحن الخطاب، هو كما فسره به (٢) ابن رشد في أول المقدمات؛ لأنه قال فيه (٣): لحن الخطاب هو الضمير (٤) الذي (٥) لا يتم الكلام إلا به، نحو قوله تعالى: {فَمَن كانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ من أَيَّامٍ أُخَرَ} (٦) معناه: فأفطر فعدة من أيام أخر.

وقوله تعالى: {ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ} (٧) معناه: فحنثتم، وهو


= قال ابن حجر: لكن أعل بالإرسال، وممن أنكر وصله: أحمد، وأبو حاتم، والرازي، بل قال: وصله موضوع، وحكى البيهقي عن محمّد بن نصر المروزي أنه قال: ليس لهذا الحديث إسناد يحتج به، وكل ذلك مردود للقاعدة المشهورة أنه إذا تعارض وصل وإرسال فالحكم للأول؛ لأن مع صاحبه زيادة علم، وعلى التنزل فقد روي مرفوعًا من وجوه أخر يفيد مجموعها أنه حسن؛ فلذا قال المصنف: إنه حسن.
انظر: الفتح المبين لشرح الأربعين لابن حجر الهيتمي ص ٢٧٤.
وذكره السخاوي في المقاصد الحسنة وبين طرقه ثم قال: ومجموع هذه الطرق يظهر أن للحديث أصلًا.
انظر: المقاصد الحسنة ص ٢٢٩، ٢٣٠.
(١) "ها هنا" ساقطة من ز.
(٢) "به" ساقطة من ز.
(٣) "فيه" ساقطة من ط.
(٤) تعليق في هامش ز: "أراد بالضمير الحذف والله أعلم".
(٥) "الذي" ساقطة من ط.
(٦) سورة البقرة آية رقم ١٨٤.
(٧) المائدة آية رقم ٨٩.