للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ومثاله أيضًا: قوله عليه السلام: "جعلت لي الأرض مسجدًا، وترابها طهورًا" (١) مفهومه: لا يتيمم بالحجر] (٢).

وقوله (٣): (وهو تعليق الحكم على مجرد أسماء الذوات).

ش: أي تعليق الحكم على مفهوم الاسم الجامد، يعني: أن يعلق الحكم على الأسماء الجوامد التي لا اشتقاق فيها ولا مناسبة؛ لأن الاسم الجامد (٤) ليس فيه رائحة التعليل، فإن أسماء الأعلام وأسماء الأجناس لا إشعار (٥) لها


(١) هذا طرف من حديث، وتمام الحديث أخرجه البخاري عن جابر بن عبد الله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلي الناس عامة".
انظر: البخاري بحاشية السندي كتاب التيمم (١/ ٧٠).
وأخرجه الإمام مسلم عن جابر بلفظ نحو هذا في كتاب الصلاة (٢/ ٦٣).
وأخرجه الدارمي عن جابر في كتاب الصلاة، باب الأرض كلها طهور (١/ ٣٢٢) ولم ترد لفظة "التراب" في الأحاديث التي رويت عن جابر وغيره من الصحابة إلا في حديث علي بن أبي طالب الذي أخرجه البيهقي في سننه (١/ ٢١٣) بلفظ: "أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء"، فقلنا: ما هو يا رسول الله؟ فقال: "نصرت بالرعب، وأعطيت مفاتيح الأرض، وسميت أحمد، وجعلت لي التراب طهورًا، وجعلت أمتي خير الأمم".
انظر التفصيل حول روايات وطرق هذا الحديث في: إرواء الغليل ١/ ٣١٥ - ٣١٨.
(٢) المثبت بين المعقوفتين من ز وط، ولم يرد في الأصل.
(٣) في ز: "قوله".
(٤) "الجامد" ساقطة من ط.
(٥) في ز: "لا اشتقاق".