للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فتبين بهذا (١) أن مسمى الشك مركب، ومسمى الظن والوهم بسيط.

وإنما قدم المؤلف الشك على الظن مع أن الظن أقوى من الشك؛ لوجود الرجحان فيه، وعدم الرجحان في الشك فإنما فعل ذلك؛ لأن الشك قسم منفرد بنفسه (٢)، وأما الظن، والوهم فهما مشتركان في عدم التسوية (٣)؛ وإنما قدم الظن على الوهم؛ لأن الظن أقوى من الوهم لرجحانه.

قوله: (إِما مستوية فهو (٤) الشك).

ش: مثاله: إذا رأى الإنسان الغيم في زمان الصيف وشك هل يكون منه مطر، أو لا؟ فهذا: شك، إذ ليس عنده ما يقوى به أحد الاحتمالين على الآخر.

وكذلك إذا أخبرك مخبر غير ثقة بخبر، ولم تدر أهو (٥) صادق أو كاذب؟ فهذا شك؛ إذ ليس عندك ما يقوى (٦) به أحد الاحتمالين على الآخر.

وإلى هذا أشار بقوله: إما مستوية فهو الشك.

قوله: (أو بعضها راجح، فالراجح هو: الظن، والمرجوح: وهم).

ش: جمع ها هنا حقيقتين:


(١) في ط: "من هذا".
(٢) "بنفسه" ساقط من ط.
(٣) في هامش ز تعليق: "أي لأنهما إما راجح أو مرجوح".
(٤) في ط: "وهو".
(٥) في ط وز: "هل هو".
(٦) في ط وز: "تقوى".